انتهي
عام 2009 بكل ما حمله من أحداث وأزمات وآمال وآلام ظهر أو استمر فيه
دور شخصيات كان لها تأثيرات كبيرة بما صنعته من أحداث أو صرحت به من
أقوال.
ولا شك أن الشخصيات الدينية وعلماء الدين دائماً ما يكونون من أكثر الشخصيات تأثيراً في الناس بما يقولون أو يفعلون وخلال عام 2009 سطع نجم بعضهم وخفت نجم البعض الآخر، وثار الجدل حول أقوال وأفعال عدد منهم بينما صنع بعضهم أزمات استفز بها الكثيرين وظل البعض علي نهجه المتفاعل والمهموم بكل قضايا الأمة وغير بعضهم من أسلوبه المعهود سابقاً ووضع منهجاً جديداً بدأ ليستمر العمل به خلال العام المقبل.. 'الأسبوع' رصدت حصاد المشايخ والدعاة عام 2009 وخطط بعضهم لعام 2010.
القرضاوي.. العالم الجليل
وكعادته دائماً ظل الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين متفاعلاً وإيجابياً ومهموماً بكل قضايا الأمة يمثل الفقه النابض المتجدد والمعتدل الرافض لدعوات التكفير والعنف داخل المجتمع الإسلامي بينما ظل علي موقفه الثابت من القضية الفلسطينية حاملاً لواء الدعوة لنصرة الأقصي ورفع الحصار عن غزة ومع بداية الحرب الغاشمة علي غزة أعلن وأكد موقفه الرافض لكل أشكال التطبيع مع إسرائيل ودعمه لحركات المقاومة ودعا الدول العربية والإسلامية إلي قطع علاقاتها مع إسرائيل.
وقد أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين العديد من البيانات المنددة بالممارسات الصهيونية وكون وفداً من علماء الاتحاد قام بجولة لمقابلة عدد من القيادات السياسية وزعماء الدول العربية والإسلامية لحثهم علي نصرة غزة فضلاً عن فتاواه الخاصة بالصلاة في الأقصي وكونها كالجهاد في سبيل الله، وذلك بعد أن فرض الصهاينة قيوداً واقتحموا الأقصي مرات عديدة خلال هذا العام، وانتهي العام ببيانه وفتواه الواضحة والصريحة بحرمة بناء الجدار الفولاذي الذي تقيمه مصر علي الحدود بينها وبين غزة ووجوب فتح معبر رفح شرعاً وقانوناً، وناشد مصر التي خاضت حروباً أربعا من أجل فلسطين ألا تقوم بهذا العمل لأنه ضد الفلسطينيين، وفضلاً عن موقفه من القضية الفلسطينية فقد كان ايجابياً مع كل القضايا والأحداث العربية، لاسيما موقفه من الأزمة بين مصر والجزائر بسبب مباراة كرة القدم ودعوته قبل المباراة إلي نبذ التعصب وتوجيه العواطف إلي قضايا أخري أهم وأكبر وبعد المباراة واشتداد الأزمة بين الشعبين والبلدين أعلن أن قلبه تمزق لما يجري بين البلدين، وناشد العقلاء والحكماء في البلدين لرأب الصدع بينهما وفي قضية حظر بناء المآذن كان له دور وصوت مسموع قبل الاستفتاء وبعده معلناً أنه مخالف لكل مواثيق حقوق الإنسان، وداعياً المسلمين في سويسرا إلي الالتزام بالهدوء محدداً وسائل وأساليب مواجهة هذا القرار بشكل قانوني.
كما أصدر العديد من الفتاوي المواكبة للعصر والتي ترفع راية التجديد والمعاصرة دون المساس بالأصل واختارته مجلة فورين بوليسي الأمريكية في تقريرها السنوي لعام 2009 كأفضل داعية للشباب العربي، كما منحته ماليزيا جائزة الهجرة النبوية لعام 1431 تقديرا لعلمه وجهوده في خدمة الإسلام إضافة إلي العديد من الجوائز العالمية التي حصل عليها خلال الأعوام الماضية.
طنطاوي.. أزمات متتالية
أما الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الذي لا يمر عام إلا ويكون طرفاً في أزمة أو صانعاً لأزمة فقد كانت أبرز الأزمات التي تعرض لهجوم شديد بسببها عام 2009 هي جلوسه علي منصة واحدة بجوار السفاح الصهيوني شيمون بيريز، وذلك في مؤتمر حوار الأديان الذي انعقد منتصف العام في كازاخستان رغم انسحاب الوفد الإيراني من المؤتمر عند دخول بيريز واستمرار شيخ الأزهر ووزير الأوقاف مشاركين في الجلسة إلي جواره، وذلك بعد أقل من عام من مصافحة شيخ الأزهر لبيريز وهو ما أثار جدلاً واسعاً وطالب سبعة نواب بمجلس الشعب بمساءلة طنطاوي وعزله وتعرض شيخ الأزهر لهجوم واسع بسبب هذه الأزمة ورغم أنه أعلن أن بقاءه بالجلسة جاء كي لا يترك الساحة خالية أمام الادعاءات الصهيونية إلا أن السفاح الصهيوني هاجم حماس والفلسطينيين وساق العديد من الادعاءات والأكاذيب دون أي رد من شيخ الأزهر أو وزير الأوقاف.
وانتهي عام 2009 ولاتزال أصداء موقف شيخ الأزهر من النقاب واجباره لطالبة بالصف الثاني الاعدادي بأحد المعاهد الأزهرية علي خلعه بعد أن وبخها بطريقة لا تليق بعالم دين، حيث قال لها 'أنا أفهم في الدين أكثر منك ومن اللي خلفوكي' وعندما كشفت وجهها قال لها 'آمال لو كنتي حلوة شوية كنتي عملتي إيه' وهو ما تسبب في هجوم واسع عليه، واعطي انطباعاً بأن الهجوم علي النقاب يأتي في إطار حملة رسمية منظمة وهو ما دفع إلي رفع عدد من الدعاوي القضائية ضد شيخ الأزهر بعد منع الطالبات من دخول المدن الجامعية والامتحانات.
د.علي جمعة الشيخ الذكي
أما الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية فلم يشهد عام 2009 جدلاً حول فتاواه، كما كان يحدث من قبل وقد يكون السبب في ذلك هو تجنبه الإجابة عن الأسئلة أو اعطاء فتاوي للصحفيين بشكل مباشر أثناء اللقاءات أو المحاضرات، وهو ما كان يسبب جدلاً حول فتاواه من قبل كما حدث في فتوي ضحايا الهجرة غير الشرعية والتي أصدرها أثناء أحد اللقاءات بكلية دار العلوم للإجابة عن سؤال لأحد الصحفيين بعد غرق عدد من الشباب أثناء الهجرة غير الشرعية إلي إيطاليا.
ويقول د.إبراهيم نجم المستشار الإعلامي للمفتي إن هذا الجدل أو ما كان يحدث بسبب سوء الفهم لهذه الفتاوي والتصريحات كان أحد الأسباب لوضع خطة إعلامية لدار الإفتاء يتم من خلالها الترتيب والتنسيق بين دار الافتاء ووسائل الإعلام وبث رسائل إعلامية وفتاوي بما لا يترك مجالاً لاساءة فهمها وإصدار بيانات وفتاوي في الأحداث العامة والمهمة وتصحيح ما يساء فهمه من فتاوي.
وكانت قضية المفتي مع جريدة الوفد أبرز أحداث العام، حيث صدرت الجريدة بمانشيت 'مفتي الجمهورية يدير جمعية تتلقي تبرعات بملايين الدولارات من جهة أجنبية' وأن أجهزة رقابية بوحدة مراقبة غسيل الأموال تجري تحريات موسعة حول إدارة المفتي لهذه الشركة وهو ما نفاه الدكتور علي جمعة وقدم بلاغاً ضد جريدة الوفد والصحفي الذي حرر الخبر، ولم ينته العام إلا وصدر حكم بتغريم جريدة الوفد مبلغ 10 آلاف جنيه والصحفي مبلغ 32 ألف جنيه.
وقد شهدت دار الافتاء تطوراً واضحا خلال عام 2009 للتواصل مع جميع المتعاملين معها وتم إصدار مجلة علمية فصلية عن الدار لنشر الدراسات العلمية والشرعية وتطوير الموقع الالكتروني الخاص بها وبثه بـ'9' لغات وتسعي عام 2010 إلي إصدار ميثاق شرف للفتوي واعداد أول مركز للتعليم عن بعد في مجال الافتاء الشرعي.
كما حظي الدكتور علي جمعة بمزيد من المكانة والتميز العالمي، حيث اختارته جامعة جورج تاون ضمن أكثر 10 شخصيات مؤثرة في العالم الإسلامي، وذلك لجهوده في مجال الحوار بين الأديان والتطور الذي أحدثه في دار الافتاء كما وصفته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بأنه عالم فريد من الدرجة الأولي وأنه يسعي لإنقاذ العقيدة الإسلامية من التطرف.
خالد الجندي.. الأزهري المشاكس
وكان الشيخ خالد الجندي من أكثر الشخصيات الدينية المثيرة للجدل عام 2009 وبدأ هذا الجدل مع بداية إعلانه عن إنشاء قناة أزهري الفضائية ورغبته في أن يقوم الأزهري بالاشراف عليها، وهو ما رفضه الأزهر وبدأت القناة بثها في رمضان الماضي ليثور الجدل حول الجندي وقناته بين حين وآخر، حيث هاجم الدعاة الجدد ووصف أفكار جمال البنا بفكر المراحيض فرد عليه البنا واصفاً إياه بـ'الجزار' وأنه لا يشرفه الحوار معه فضلاً عن إعلان الجندي عدم اعتراضه علي أن تكون هناك قنوات وجماعات تبشيرية في مقابل أن يقوم المسلمون بالدعوة لدينهم وعرضه علي المذيعة نجوي إبراهيم العمل في القناة بشرط ارتداء الحجاب وأخيراً خلافه مع الفنان عادل إمام بسبب ما صرح به إمام من أن الجندي عرض عليه شيكًا علي بياض مقابل إنتاج عمل فني إسلامي وهو ما رفضه الفنان عادل إمام ونفي الشيخ خالد الجندي ما قاله عن عادل إمام لتبدأ الحرب الكلامية بينهما التي استخدم فيها الجندي قناة أزهري لشن هجومه علي عادل إمام معلناً أنه تسبب في فساد التعليم قائلا 'أنا لست متسولاً ولا هلفوتاً ولا إرهابياً' وأن عادل إمام أساء إلي صورة رجال الدين والدعاة وهو ما جعل البعض يتهم الجندي بأنه يستخدم قناته لتصفية حساباته وخلافاته، وعندما تحدثنا مع الجندي أكد أن الناس لم تعتد علي الرؤية النقدية الدينية للأحداث وأن الدين ليس بمعزل عن الحياة وإذا كان للفن الحق في نقد العمل الدعوي فلماذا لا يكون للدين الحق في نقد العمل الفني ويكون من حق رجل الدين نقد الفنان، كما يقوم الفنان بانتقاد رجل الدين وأن هذا لا يتعارض مع كونه من المعجبين بالفنان عادل إمام وبفنه ونفي أن يكون هجومه علي إمام في إطار خلاف شخصي وأن القناة تعبر عن كل الدعاة وانتقاده لأعمال الفنان عادل إمام يأتي في إطار الدفاع عن كل الدعاة الذين هاجمهم إمام في أفلامه لأنه لم يكن له منبر قبل إنشاء قناة أزهري ليقوم بهذا الدور مؤكداً أنه سوف يعاود هجومه علي عادل إمام إذا قام بمهاجمة أي من الدعاة أو الشعائر الدينية.
وأكد الجندي أنه لا يسعي لتصفية حسابات مع أحد قائلاً: يتم شتمي في الجرائد ولا أرد وكل من هاجموني جاءوني معتذرين مثل عادل حمودة ومحمد الباز ليعتذروا علي الهواء أمام الجميع.
وعن عرضه الذي اعتبره البعض مساومة للمذيعة نجوي إبراهيم علي ارتداء الحجاب مقابل فرصة عمل في قناة أزهري وهو ما رفضته المذيعة أشار الجندي إلي أن هذا العرض يهدف إلي رد اعتبار المذيعة نجوي إبراهيم وتكريماً لها وتعويضا عما تعرضت له من اتهامات وتشكيك ممن أساءوا إليه ومتسائلاً: الذين هاجموني بسبب هذا العرض لماذا لم يقوموا بتشغيل نجوي إبراهيم في قنواتهم؟
سألناه إن كان هذا هدفه فلماذا لم يقدم نفس العرض للمذيعات اللاتي تعرضن للاستبعاد بعد ارتدائهن للحجاب فأجاب الجندي أن لقناة أزهري مطلق الحرية في اختيار مذيعاتها وليست كل مذيعة محجبة تصلح للعمل في القناة لأسباب فنية خاصة.
وعن الأخطاء التي وقع فيها الجندي وقناته عام 2009 ويحاول تجنبها عام 2010 أشار إلي أن أهم هذه الأخطاء هو تأخره في بث قناة أزهري وأنه ينوي عام 2010 بدء بث راديو أزهر وقناة أزهرية وجريدة أزهري وموقع الكتروني علي الانترنت باسم أزهري، معتبراً أن ما قامت به قناة أزهري خلال ٤ أشهر لم تقم به أي قناة أخري خلال سنوات وأن القناة تطارد الأفكار والآراء الضالة والفكر الاباحي وترفض التهتك الجنسي باسم الفن أو الأدب، وأنها القناة الوحيدة في العالم التي تعمل كوقف لله تعالي.
عمرو خالد.. الظهور من الخارج
أما الداعية الشهير عمرو خالد الذي لم يستطع أحد قبله أن يصل إلي الشباب من جميع الطبقات فقد بدأ العام بحث الشباب علي التفاعل مع وسائل التكنولوجيا مثل 'الفيس بوك' والمدونات من أجل مساندة الحق الفلسطيني وأيضاً تنظيم حملة لمساندة الأشقاء وذلك خلال العدوان علي غزة.
ودعا إلي التمسك بالأمل خلال الأيام المقبلة؛ في ظل اليأس الذي يريد العدو الصهيوني أن يبثه في شباب الأمة، خاصة الشعب الفلسطيني.
ثم خفت نجم الداعية وتوقف عن الظهور الإعلامي حتي انتشرت في مصر قبل رمضان الماضي أحاديث عن اجبار عمرو خالد علي الخروج من مصر وقيل وقتها إن السبب هو أن شخصيات نافذة في الحزب الوطني طلبت منه أن ينضم إلي لجنة السياسات بالحزب الحاكم وأن يشارك في الهجوم علي جماعة الإخوان المسلمين في برامجه علي اعتبار أن خالد عرف عنه الدعوة إلي الإسلام المتحضر والوسطي وأن الداعية رفض هذا الطلب.
كما أنه يتم منع مشروعه 'إنسان' لمساعدة الفقراء الذي كان بدا فيه خالد في مصر، حيث أثير أنه يتصادم ويتنافس مع مشروع 'ألف قرية' للحزب الوطني وأن برنامجه 'قصص القرآن' الذي يستعرض فيه قصة سيدنا موسي وفرعون يحوي اسقاطات سياسية علي أحوال الشعب المصري وما يعانيه من تراجع في كل المجالات ورغم أن عمرو نفي كل هذا إلا أنه أكد في الوقت نفسه أنه منذ 7 سنوات لا يستطيع إلقاء محاضرات في مساجد أو نواد أو جامعات مصرية ورغم عرض برنامجه في رمضان وتحقيق أعلي نسبة مشاهدة، إلا أنه عاد إلي الابتعاد عن الأضواء مرة أخري ويقيم بشكل دائم خارج مصر إلا في زيارات قليلة وقصيرة لأهله دون أن يسمع أحد بوجوده، ولكنه سيبدأ الأسبوع المقبل في عرض برنامجه الجديد 'مجددون' كل هذه الأحداث بالإضافة إلي هجوم بعض الدعاة السلفيين علي الرجل وما قيل عن قصة طرده من مصر وتعاطف الملايين معه جعله من أشهر الشخصيات الدينية التي أحدثت جدلا في 2009.
صفوت حجازي.. صوت معارض
لا يختلف الحال كثيرا بالنسبة للدكتور صفوت حجازي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الصوت المعارض الذي ظهر في كل الأزمات التي حدثت في مصر خلال العام الماضي حيث بدأ العام ببيان وقع عليه هو وعشرات الدعاة وعلماء مصر أكدوا فيه أن الكفاح المسلح هو الخيار الاستراتيجي لاستعادة فلسطين ثم سخر حجازي برنامجه 'الفضائي' لنصرة غزة ثم أصدر بيانا آخر وقع عليه عدد من العلماء يطالب الأمة بمقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية، وفي الوقت ذاته قررت السفارة البريطانية في القاهرة منع الدكتور صفوت حجازي من دخول بريطانيا، بدعوي أنه يحرض علي الكراهية والعداء ويجاهر بكراهية إسرائيل.
وانتقد الدكتور صفوت حجازي قرار الحكومة المصرية بإلغاء الحج هذا العام لأعمار بعينها ووصفه الحكومة بـ'الآثمة' لمنعها المسلمين من أداء فريضة من فرائض الإسلام. وقال من الأولي أن تمنع الحكومة السفر من وإلي أمريكا مصدر الوباء.
أضاف لو أرادت الحكومة المنع فلتمنع التجمعات سواء السينما أو الكرة أو غيرهما، وفي أزمة النقاب الأخيرة والدعوات التي انطلقت لمنعه هاجم عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين شيخ الأزهر وقال للفتيات 'اعملي ودنك واحدة من طين والتانية من العجين'.. و'اللي يقولك اخلعي النقاب ارفعي عليه قضية'.
وفي أزمة مصر والجزائر طالب قبل المباراة بإلغائها حماية لوحدة الأمة ومصالحها الكبري وعندما حدث الخلاف بين مصر والجزائر أصدر 50 عالماً وداعية إسلامياً من مصر والجزائر بيانا حرره الدكتور صفوت جاء بعنوان: دعوة إلي التهدئة. وفي أزمة منع بناء المآذن في سويسرا ناشد حجازي الأمة الإسلامية وحكام العرب التحرك لاتخاذ موقف فاعل.
البنا.. المثير للجدل
يختلف الحال للمفكر الإسلامي جمال البنا الذي لا يترك مناسبة لإثارة الجدل إلا وظهر في مقدمة المشهد فتاواه وتصريحاته تحولت إلي مادة 'دسمة' في الصحف، وعلي الرغم من النقد الذي يتعرض له مازال مصرا علي مواقفه. وقد اكتسب البنا شهرة في جميع القنوات نتيجة هذه الأفكار ومن أبرزها عدم فرضية الحجاب وإباحته لزواج المتعة وتبادل القبلات بين الشباب والتدخين في نهار رمضان، ورغم ذلك فإن البنا بدأ هذا العام أن يكون له صوت مسموع من خلال برنامج فضائي ثابت علي قناة شهيرة.
ويري البنا أن المشكلة هي أن الفهم السلفي السائد هو الذي لا يجعل العلماء ينظرون إلي القرآن، ويرون أن الأئمة السابقين فكروا لهم فيكتفون بذلك ويسيرون علي نهجهم، ويضيف أن العلماء الموجودين الآن سلفيون ومتشددون مع اختلاف نسب التشدد، أما ما قاله العلماء السابقون فهو لا يصلح لزماننا وإنما يجب إعمال العقل وإذا كانوا اجتهدوا فيجب أن نجتهد نحن أيضاً 'فنحن رجال وهم رجال.
ولا شك أن الشخصيات الدينية وعلماء الدين دائماً ما يكونون من أكثر الشخصيات تأثيراً في الناس بما يقولون أو يفعلون وخلال عام 2009 سطع نجم بعضهم وخفت نجم البعض الآخر، وثار الجدل حول أقوال وأفعال عدد منهم بينما صنع بعضهم أزمات استفز بها الكثيرين وظل البعض علي نهجه المتفاعل والمهموم بكل قضايا الأمة وغير بعضهم من أسلوبه المعهود سابقاً ووضع منهجاً جديداً بدأ ليستمر العمل به خلال العام المقبل.. 'الأسبوع' رصدت حصاد المشايخ والدعاة عام 2009 وخطط بعضهم لعام 2010.
القرضاوي.. العالم الجليل
وكعادته دائماً ظل الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين متفاعلاً وإيجابياً ومهموماً بكل قضايا الأمة يمثل الفقه النابض المتجدد والمعتدل الرافض لدعوات التكفير والعنف داخل المجتمع الإسلامي بينما ظل علي موقفه الثابت من القضية الفلسطينية حاملاً لواء الدعوة لنصرة الأقصي ورفع الحصار عن غزة ومع بداية الحرب الغاشمة علي غزة أعلن وأكد موقفه الرافض لكل أشكال التطبيع مع إسرائيل ودعمه لحركات المقاومة ودعا الدول العربية والإسلامية إلي قطع علاقاتها مع إسرائيل.
وقد أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين العديد من البيانات المنددة بالممارسات الصهيونية وكون وفداً من علماء الاتحاد قام بجولة لمقابلة عدد من القيادات السياسية وزعماء الدول العربية والإسلامية لحثهم علي نصرة غزة فضلاً عن فتاواه الخاصة بالصلاة في الأقصي وكونها كالجهاد في سبيل الله، وذلك بعد أن فرض الصهاينة قيوداً واقتحموا الأقصي مرات عديدة خلال هذا العام، وانتهي العام ببيانه وفتواه الواضحة والصريحة بحرمة بناء الجدار الفولاذي الذي تقيمه مصر علي الحدود بينها وبين غزة ووجوب فتح معبر رفح شرعاً وقانوناً، وناشد مصر التي خاضت حروباً أربعا من أجل فلسطين ألا تقوم بهذا العمل لأنه ضد الفلسطينيين، وفضلاً عن موقفه من القضية الفلسطينية فقد كان ايجابياً مع كل القضايا والأحداث العربية، لاسيما موقفه من الأزمة بين مصر والجزائر بسبب مباراة كرة القدم ودعوته قبل المباراة إلي نبذ التعصب وتوجيه العواطف إلي قضايا أخري أهم وأكبر وبعد المباراة واشتداد الأزمة بين الشعبين والبلدين أعلن أن قلبه تمزق لما يجري بين البلدين، وناشد العقلاء والحكماء في البلدين لرأب الصدع بينهما وفي قضية حظر بناء المآذن كان له دور وصوت مسموع قبل الاستفتاء وبعده معلناً أنه مخالف لكل مواثيق حقوق الإنسان، وداعياً المسلمين في سويسرا إلي الالتزام بالهدوء محدداً وسائل وأساليب مواجهة هذا القرار بشكل قانوني.
كما أصدر العديد من الفتاوي المواكبة للعصر والتي ترفع راية التجديد والمعاصرة دون المساس بالأصل واختارته مجلة فورين بوليسي الأمريكية في تقريرها السنوي لعام 2009 كأفضل داعية للشباب العربي، كما منحته ماليزيا جائزة الهجرة النبوية لعام 1431 تقديرا لعلمه وجهوده في خدمة الإسلام إضافة إلي العديد من الجوائز العالمية التي حصل عليها خلال الأعوام الماضية.
طنطاوي.. أزمات متتالية
أما الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الذي لا يمر عام إلا ويكون طرفاً في أزمة أو صانعاً لأزمة فقد كانت أبرز الأزمات التي تعرض لهجوم شديد بسببها عام 2009 هي جلوسه علي منصة واحدة بجوار السفاح الصهيوني شيمون بيريز، وذلك في مؤتمر حوار الأديان الذي انعقد منتصف العام في كازاخستان رغم انسحاب الوفد الإيراني من المؤتمر عند دخول بيريز واستمرار شيخ الأزهر ووزير الأوقاف مشاركين في الجلسة إلي جواره، وذلك بعد أقل من عام من مصافحة شيخ الأزهر لبيريز وهو ما أثار جدلاً واسعاً وطالب سبعة نواب بمجلس الشعب بمساءلة طنطاوي وعزله وتعرض شيخ الأزهر لهجوم واسع بسبب هذه الأزمة ورغم أنه أعلن أن بقاءه بالجلسة جاء كي لا يترك الساحة خالية أمام الادعاءات الصهيونية إلا أن السفاح الصهيوني هاجم حماس والفلسطينيين وساق العديد من الادعاءات والأكاذيب دون أي رد من شيخ الأزهر أو وزير الأوقاف.
وانتهي عام 2009 ولاتزال أصداء موقف شيخ الأزهر من النقاب واجباره لطالبة بالصف الثاني الاعدادي بأحد المعاهد الأزهرية علي خلعه بعد أن وبخها بطريقة لا تليق بعالم دين، حيث قال لها 'أنا أفهم في الدين أكثر منك ومن اللي خلفوكي' وعندما كشفت وجهها قال لها 'آمال لو كنتي حلوة شوية كنتي عملتي إيه' وهو ما تسبب في هجوم واسع عليه، واعطي انطباعاً بأن الهجوم علي النقاب يأتي في إطار حملة رسمية منظمة وهو ما دفع إلي رفع عدد من الدعاوي القضائية ضد شيخ الأزهر بعد منع الطالبات من دخول المدن الجامعية والامتحانات.
د.علي جمعة الشيخ الذكي
أما الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية فلم يشهد عام 2009 جدلاً حول فتاواه، كما كان يحدث من قبل وقد يكون السبب في ذلك هو تجنبه الإجابة عن الأسئلة أو اعطاء فتاوي للصحفيين بشكل مباشر أثناء اللقاءات أو المحاضرات، وهو ما كان يسبب جدلاً حول فتاواه من قبل كما حدث في فتوي ضحايا الهجرة غير الشرعية والتي أصدرها أثناء أحد اللقاءات بكلية دار العلوم للإجابة عن سؤال لأحد الصحفيين بعد غرق عدد من الشباب أثناء الهجرة غير الشرعية إلي إيطاليا.
ويقول د.إبراهيم نجم المستشار الإعلامي للمفتي إن هذا الجدل أو ما كان يحدث بسبب سوء الفهم لهذه الفتاوي والتصريحات كان أحد الأسباب لوضع خطة إعلامية لدار الإفتاء يتم من خلالها الترتيب والتنسيق بين دار الافتاء ووسائل الإعلام وبث رسائل إعلامية وفتاوي بما لا يترك مجالاً لاساءة فهمها وإصدار بيانات وفتاوي في الأحداث العامة والمهمة وتصحيح ما يساء فهمه من فتاوي.
وكانت قضية المفتي مع جريدة الوفد أبرز أحداث العام، حيث صدرت الجريدة بمانشيت 'مفتي الجمهورية يدير جمعية تتلقي تبرعات بملايين الدولارات من جهة أجنبية' وأن أجهزة رقابية بوحدة مراقبة غسيل الأموال تجري تحريات موسعة حول إدارة المفتي لهذه الشركة وهو ما نفاه الدكتور علي جمعة وقدم بلاغاً ضد جريدة الوفد والصحفي الذي حرر الخبر، ولم ينته العام إلا وصدر حكم بتغريم جريدة الوفد مبلغ 10 آلاف جنيه والصحفي مبلغ 32 ألف جنيه.
وقد شهدت دار الافتاء تطوراً واضحا خلال عام 2009 للتواصل مع جميع المتعاملين معها وتم إصدار مجلة علمية فصلية عن الدار لنشر الدراسات العلمية والشرعية وتطوير الموقع الالكتروني الخاص بها وبثه بـ'9' لغات وتسعي عام 2010 إلي إصدار ميثاق شرف للفتوي واعداد أول مركز للتعليم عن بعد في مجال الافتاء الشرعي.
كما حظي الدكتور علي جمعة بمزيد من المكانة والتميز العالمي، حيث اختارته جامعة جورج تاون ضمن أكثر 10 شخصيات مؤثرة في العالم الإسلامي، وذلك لجهوده في مجال الحوار بين الأديان والتطور الذي أحدثه في دار الافتاء كما وصفته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بأنه عالم فريد من الدرجة الأولي وأنه يسعي لإنقاذ العقيدة الإسلامية من التطرف.
خالد الجندي.. الأزهري المشاكس
وكان الشيخ خالد الجندي من أكثر الشخصيات الدينية المثيرة للجدل عام 2009 وبدأ هذا الجدل مع بداية إعلانه عن إنشاء قناة أزهري الفضائية ورغبته في أن يقوم الأزهري بالاشراف عليها، وهو ما رفضه الأزهر وبدأت القناة بثها في رمضان الماضي ليثور الجدل حول الجندي وقناته بين حين وآخر، حيث هاجم الدعاة الجدد ووصف أفكار جمال البنا بفكر المراحيض فرد عليه البنا واصفاً إياه بـ'الجزار' وأنه لا يشرفه الحوار معه فضلاً عن إعلان الجندي عدم اعتراضه علي أن تكون هناك قنوات وجماعات تبشيرية في مقابل أن يقوم المسلمون بالدعوة لدينهم وعرضه علي المذيعة نجوي إبراهيم العمل في القناة بشرط ارتداء الحجاب وأخيراً خلافه مع الفنان عادل إمام بسبب ما صرح به إمام من أن الجندي عرض عليه شيكًا علي بياض مقابل إنتاج عمل فني إسلامي وهو ما رفضه الفنان عادل إمام ونفي الشيخ خالد الجندي ما قاله عن عادل إمام لتبدأ الحرب الكلامية بينهما التي استخدم فيها الجندي قناة أزهري لشن هجومه علي عادل إمام معلناً أنه تسبب في فساد التعليم قائلا 'أنا لست متسولاً ولا هلفوتاً ولا إرهابياً' وأن عادل إمام أساء إلي صورة رجال الدين والدعاة وهو ما جعل البعض يتهم الجندي بأنه يستخدم قناته لتصفية حساباته وخلافاته، وعندما تحدثنا مع الجندي أكد أن الناس لم تعتد علي الرؤية النقدية الدينية للأحداث وأن الدين ليس بمعزل عن الحياة وإذا كان للفن الحق في نقد العمل الدعوي فلماذا لا يكون للدين الحق في نقد العمل الفني ويكون من حق رجل الدين نقد الفنان، كما يقوم الفنان بانتقاد رجل الدين وأن هذا لا يتعارض مع كونه من المعجبين بالفنان عادل إمام وبفنه ونفي أن يكون هجومه علي إمام في إطار خلاف شخصي وأن القناة تعبر عن كل الدعاة وانتقاده لأعمال الفنان عادل إمام يأتي في إطار الدفاع عن كل الدعاة الذين هاجمهم إمام في أفلامه لأنه لم يكن له منبر قبل إنشاء قناة أزهري ليقوم بهذا الدور مؤكداً أنه سوف يعاود هجومه علي عادل إمام إذا قام بمهاجمة أي من الدعاة أو الشعائر الدينية.
وأكد الجندي أنه لا يسعي لتصفية حسابات مع أحد قائلاً: يتم شتمي في الجرائد ولا أرد وكل من هاجموني جاءوني معتذرين مثل عادل حمودة ومحمد الباز ليعتذروا علي الهواء أمام الجميع.
وعن عرضه الذي اعتبره البعض مساومة للمذيعة نجوي إبراهيم علي ارتداء الحجاب مقابل فرصة عمل في قناة أزهري وهو ما رفضته المذيعة أشار الجندي إلي أن هذا العرض يهدف إلي رد اعتبار المذيعة نجوي إبراهيم وتكريماً لها وتعويضا عما تعرضت له من اتهامات وتشكيك ممن أساءوا إليه ومتسائلاً: الذين هاجموني بسبب هذا العرض لماذا لم يقوموا بتشغيل نجوي إبراهيم في قنواتهم؟
سألناه إن كان هذا هدفه فلماذا لم يقدم نفس العرض للمذيعات اللاتي تعرضن للاستبعاد بعد ارتدائهن للحجاب فأجاب الجندي أن لقناة أزهري مطلق الحرية في اختيار مذيعاتها وليست كل مذيعة محجبة تصلح للعمل في القناة لأسباب فنية خاصة.
وعن الأخطاء التي وقع فيها الجندي وقناته عام 2009 ويحاول تجنبها عام 2010 أشار إلي أن أهم هذه الأخطاء هو تأخره في بث قناة أزهري وأنه ينوي عام 2010 بدء بث راديو أزهر وقناة أزهرية وجريدة أزهري وموقع الكتروني علي الانترنت باسم أزهري، معتبراً أن ما قامت به قناة أزهري خلال ٤ أشهر لم تقم به أي قناة أخري خلال سنوات وأن القناة تطارد الأفكار والآراء الضالة والفكر الاباحي وترفض التهتك الجنسي باسم الفن أو الأدب، وأنها القناة الوحيدة في العالم التي تعمل كوقف لله تعالي.
عمرو خالد.. الظهور من الخارج
أما الداعية الشهير عمرو خالد الذي لم يستطع أحد قبله أن يصل إلي الشباب من جميع الطبقات فقد بدأ العام بحث الشباب علي التفاعل مع وسائل التكنولوجيا مثل 'الفيس بوك' والمدونات من أجل مساندة الحق الفلسطيني وأيضاً تنظيم حملة لمساندة الأشقاء وذلك خلال العدوان علي غزة.
ودعا إلي التمسك بالأمل خلال الأيام المقبلة؛ في ظل اليأس الذي يريد العدو الصهيوني أن يبثه في شباب الأمة، خاصة الشعب الفلسطيني.
ثم خفت نجم الداعية وتوقف عن الظهور الإعلامي حتي انتشرت في مصر قبل رمضان الماضي أحاديث عن اجبار عمرو خالد علي الخروج من مصر وقيل وقتها إن السبب هو أن شخصيات نافذة في الحزب الوطني طلبت منه أن ينضم إلي لجنة السياسات بالحزب الحاكم وأن يشارك في الهجوم علي جماعة الإخوان المسلمين في برامجه علي اعتبار أن خالد عرف عنه الدعوة إلي الإسلام المتحضر والوسطي وأن الداعية رفض هذا الطلب.
كما أنه يتم منع مشروعه 'إنسان' لمساعدة الفقراء الذي كان بدا فيه خالد في مصر، حيث أثير أنه يتصادم ويتنافس مع مشروع 'ألف قرية' للحزب الوطني وأن برنامجه 'قصص القرآن' الذي يستعرض فيه قصة سيدنا موسي وفرعون يحوي اسقاطات سياسية علي أحوال الشعب المصري وما يعانيه من تراجع في كل المجالات ورغم أن عمرو نفي كل هذا إلا أنه أكد في الوقت نفسه أنه منذ 7 سنوات لا يستطيع إلقاء محاضرات في مساجد أو نواد أو جامعات مصرية ورغم عرض برنامجه في رمضان وتحقيق أعلي نسبة مشاهدة، إلا أنه عاد إلي الابتعاد عن الأضواء مرة أخري ويقيم بشكل دائم خارج مصر إلا في زيارات قليلة وقصيرة لأهله دون أن يسمع أحد بوجوده، ولكنه سيبدأ الأسبوع المقبل في عرض برنامجه الجديد 'مجددون' كل هذه الأحداث بالإضافة إلي هجوم بعض الدعاة السلفيين علي الرجل وما قيل عن قصة طرده من مصر وتعاطف الملايين معه جعله من أشهر الشخصيات الدينية التي أحدثت جدلا في 2009.
صفوت حجازي.. صوت معارض
لا يختلف الحال كثيرا بالنسبة للدكتور صفوت حجازي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الصوت المعارض الذي ظهر في كل الأزمات التي حدثت في مصر خلال العام الماضي حيث بدأ العام ببيان وقع عليه هو وعشرات الدعاة وعلماء مصر أكدوا فيه أن الكفاح المسلح هو الخيار الاستراتيجي لاستعادة فلسطين ثم سخر حجازي برنامجه 'الفضائي' لنصرة غزة ثم أصدر بيانا آخر وقع عليه عدد من العلماء يطالب الأمة بمقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية، وفي الوقت ذاته قررت السفارة البريطانية في القاهرة منع الدكتور صفوت حجازي من دخول بريطانيا، بدعوي أنه يحرض علي الكراهية والعداء ويجاهر بكراهية إسرائيل.
وانتقد الدكتور صفوت حجازي قرار الحكومة المصرية بإلغاء الحج هذا العام لأعمار بعينها ووصفه الحكومة بـ'الآثمة' لمنعها المسلمين من أداء فريضة من فرائض الإسلام. وقال من الأولي أن تمنع الحكومة السفر من وإلي أمريكا مصدر الوباء.
أضاف لو أرادت الحكومة المنع فلتمنع التجمعات سواء السينما أو الكرة أو غيرهما، وفي أزمة النقاب الأخيرة والدعوات التي انطلقت لمنعه هاجم عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين شيخ الأزهر وقال للفتيات 'اعملي ودنك واحدة من طين والتانية من العجين'.. و'اللي يقولك اخلعي النقاب ارفعي عليه قضية'.
وفي أزمة مصر والجزائر طالب قبل المباراة بإلغائها حماية لوحدة الأمة ومصالحها الكبري وعندما حدث الخلاف بين مصر والجزائر أصدر 50 عالماً وداعية إسلامياً من مصر والجزائر بيانا حرره الدكتور صفوت جاء بعنوان: دعوة إلي التهدئة. وفي أزمة منع بناء المآذن في سويسرا ناشد حجازي الأمة الإسلامية وحكام العرب التحرك لاتخاذ موقف فاعل.
البنا.. المثير للجدل
يختلف الحال للمفكر الإسلامي جمال البنا الذي لا يترك مناسبة لإثارة الجدل إلا وظهر في مقدمة المشهد فتاواه وتصريحاته تحولت إلي مادة 'دسمة' في الصحف، وعلي الرغم من النقد الذي يتعرض له مازال مصرا علي مواقفه. وقد اكتسب البنا شهرة في جميع القنوات نتيجة هذه الأفكار ومن أبرزها عدم فرضية الحجاب وإباحته لزواج المتعة وتبادل القبلات بين الشباب والتدخين في نهار رمضان، ورغم ذلك فإن البنا بدأ هذا العام أن يكون له صوت مسموع من خلال برنامج فضائي ثابت علي قناة شهيرة.
ويري البنا أن المشكلة هي أن الفهم السلفي السائد هو الذي لا يجعل العلماء ينظرون إلي القرآن، ويرون أن الأئمة السابقين فكروا لهم فيكتفون بذلك ويسيرون علي نهجهم، ويضيف أن العلماء الموجودين الآن سلفيون ومتشددون مع اختلاف نسب التشدد، أما ما قاله العلماء السابقون فهو لا يصلح لزماننا وإنما يجب إعمال العقل وإذا كانوا اجتهدوا فيجب أن نجتهد نحن أيضاً 'فنحن رجال وهم رجال.
المصدر : جريدة الأسبوع المصرية
نرجو من الإخوة القراء إبداء رأيهم حول تأثير المشايخ والعلماء المذكورين وذلك في صندوق التعليقات
1 التعليقات:
اشكرك شكرا جزيلا على هذه المقتطفات وارى انكم تناولتم الموضوع بحياديه وموضوعيه وارى ان الدعاه يجب عليهم التواجد بشكل دائم ومستمر لكي يحظى الناس بالمعرفة والعلم
إرسال تعليق
شاركنا برأيك ولا تمر مرور الكرام