‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات فضيلة الشيخ في الصحف. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات فضيلة الشيخ في الصحف. إظهار كافة الرسائل

الدكتور إسماعيل عبد الرحمن في حوار لجريدة الجريدة الكويتية : غياب الثقافة الإسلامية الصحيحة وضعنا في ذيل قائمة الأمم

الاثنين، 28 يوليو 2014

 
اتهم أستاذ أصول الفقه المساعد بجامعة الأزهر، الدكتور إسماعيل عبدالرحمن، جميع مؤسسات الدولة وأهل العلم بالمسؤولية عن تنامي ظاهرة الإلحاد وتأثر الشباب بأصحاب الأفكار والتيارات المتشددة في المجتمع، وطالب في حواره مع "الجريدة" بوضع برامج شاملة للثقافة الإسلامية في كل المؤسسات لتحصين الشباب ضد الأفكار التكفيرية وتغيير طريقة فهمنا وعرضنا لتعاليم الدين، وإلى تفاصيل الحوار:

• كيف ترى الثقافة الإسلامية راهناً؟
- هناك شريحة في المجتمعات الإسلامية، خاصة في مصر، بحاجة ماسة إلى الثقافة الإسلامية، حتى نستطيع أن نحصن بها المسلم غير المتخصص، فمادة الثقافة الإسلامية وكنت أقوم بتدريسها في الكويت والسعودية، إذا تم تدريسها في مصر وتعميمها في المدارس والجامعات العربية سيكون لها أثر جيد، ولا تدرس الثقافة الإسلامية كمادة فقط، بل يجب أن تكون هناك برامج تثقيفية كاملة في جميع المؤسسات العامة التربوية والإعلامية والثقافية، مهمتها وضع برنامج أو منهج لتعريف الناس بتعاليم الدين.
• ما نتائج غياب الثقافة الإسلامية؟
- أصبحنا في ذيل قائمة الأمم، وأصبح المسلمون يشكلون دول العالم الثالث والمتخلف، ولم نعد مثلما قال ربنا سبحانه وتعالى " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ". هذه الخيرية تستلزم منا نحن أهل العلم أن نفهم ديننا حقاً، هذا الدين الجميل يحتاج منا أن نحاول تغيير منهجنا وطريقة عرضنا، فنحن بحاجة إلى تفعيل عملي لهذا الدين الذي يرفع الأمم للأمام، ويستطيع المسلم حينما يأخذ جرعة من الثقافية الإسلامية أن يكون آمناً مطمئناً سعيداً راضياً عن نفسه، لأنه أصبح عبداً لله عز وجل، لكن أن نترك شبابنا وعوامنا وكبارنا لقنوات تبث أفكاراً هدامة، فتلك هي الكارثة، التي تفرز أمراضاً اجتماعية خطيرة، وفي العام الماضي وجدنا بعض شباب الجامعات في مصر أعلن إلحاده، وكل مؤسسات الدولة مسؤولة عن وصول الشباب إلى هذه المرحلة الخطيرة.
• أين دور المؤسسات الدينية من مواجهة الإلحاد قبل أن يتحول إلى ظاهرة؟
- يحتمل أن تكون أدواتها ليست بالمستوى اللائق، ولا تستطيع تحصين هؤلاء الشباب الذين يجلسون 15 ساعة أو أكثر أمام شبكات التواصل على الإنترنت، فيجب التقرب للطلاب في الجامعة، ولا نكتفي بالحوار العابر، طلابنا فيهم خير ونحن تركناهم، ولذلك ضاعوا، علينا أن نفتح أبوابنا وصدورنا ونقول لهؤلاء عودوا، فدينكم جميل ونحن نحزن لأنكم فهمتم فهما خاطئا، وللأسف حتى القنوات الفضائية الإسلامية لعبت دوراً في تشويه صورة الإسلام السمح المعتدل وقدمته بشكل سيئ لا يتوافق وحقيقة الإسلام، ما انعكس بدوره على فهم الشباب للدين وبالتالي نشأت أفكار هدامة في المجتمع يجب العمل على التخلص منها سريعاً وإعادة البناء بروح جديدة.
• وهل تقع المسؤولية أيضاً على عاتق مؤسسات أخرى؟
- السبب الرئيسي في هذه المشكلة هو ضعف المؤسسات المسؤولة عن الفكر الوسطي المعتدل، فالخطاب الديني الوسطي موجود، لكن ليس بالمستوى الذي يحمي الشباب والمجتمع، ويوقف الذين اعتلوا الساحة الفكرية أو الدعوية منذ عدة سنوات، ومنهم نماذج سيئة، مثل الشخص الذي قام بتمزيق الإنجيل، ورد عليه أحد النصارى بتمزيق المصحف، ونقولها بكل وضوح: يا من تريدون أن تتصدروا الدعوة ليكن قدوتكم سيد الخلق، سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم).
• تأثر الشباب بالجماعات المتشددة ألا يُعد تقصيراً من جانب المؤسسات الدينية الرسمية؟
- هذا أحد الأسباب، لكن ثمة أسباباً أخرى عديدة لا ننكرها، أولها عدم وجود منهجية لتكوين نشء مثقف إيمانياً بمفهوم دينه الحقيقي، فهناك أجيال تخرجت ولا تعرف من الدين إلا الصلاة والزكاة والحج.
• ما المطلوب لتصحيح المفاهيم وتقوية الدين لاستعادة الشباب مرة أخرى؟
- بعض الناس لا يصلون إلا يوم الجمعة، ولو صادف خطيباً جيداً لواظب على الصلاة، وفي مصر مثلاً وضعت وزارة الأوقاف برامج يومية للدروس في المساجد، وإعداد الخطباء من خلال دورات علمية فكرية ثقافية معاصرة حتى يكون الإمام ملماً بمستجدات العصر.
• برأيك ما سبل حماية المجتمع من الفكر التكفيري؟
- التذكير الدائم بوسطية الإسلام والتحذير من الغلو وتكفير المجتمع وبيان الأفكار الهدامة والرد عليها وكشف انحرافها.
• ماذا عن حضور المؤسسات الدينية في وسائط الاتصال الحديثة؟
- ليس لها وجود على الإنترنت أو شبكات التواصل، وهذه كارثة، وأنا مشارك بموقع الفقه الإسلامي، وهو موقع خاص بالفتاوى والسؤال يوجه لكل الأعضاء في الموقع وهي فكرة رائعة ونحتاجها، ونحتاج مواقع للتواصل عن الثقافة الإسلامية بشكل عام، فنحن نفتقر إلى استخدام الوسائل المعاصرة لخدمة ديننا، ولن يكون هذا الاستخدام صحيحاً إلا بعد وضع برنامج قائم على المنهج الصحيح للدعوة لله سبحانه وتعالى، يقوم على تأسيسه خبراء متخصصون من أهل الوسطية والاعتدال، يريدون أن يبلغوا النور الذي نزل من السماء، ولذلك نحتاج في عالمنا العربي والإسلامي إلى خطة شاملة نفهم من خلالها حقيقة ديننا الحنيف وغاية وجودنا في الكون كأتباع لهذا الدين بأن نحافظ عليه ونبلغه للآخرين ونصحح من انحرف منا عن الطريق القويم.
• يرى البعض أننا أصبحنا على هامش التاريخ... ما تعليقك؟
- لا ولن نكون أبداً هكذا، فأنا موقن بتحقق قوله تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس" وسنظل خير أمة إن تمسكنا بالشرط.

د. إسماعيل عبد الرحمن: الأمية الدينية سبب انتشار الجماعات المتطرفة

الأربعاء، 28 أغسطس 2013

كتب الخبر : ياسر البحيري

الإرهاب أحد الأوجه القبيحة للتطرف، وتخطئ وسائل الإعلام في الدول العربية والإسلامية بإلقاء الضوء على أصحاب الفكر التكفيري، ومَنْ لُطِخت أيديهم بالدماء باسم الإسلام، عبر استضافتهم في القنوات الفضائية وتهافت الصحف لإجراء لقاءات معهم، هذا ما يراه الدكتور إسماعيل عبدالرحمن أستاذ أصول الفقه في جامعة الأزهر، منتقداً، في حواره مع «الجريدة»

لماذا ينظر الغرب إلى الإسلام على أنه دين يدعو إلى العنف والتطرف؟

يجب التنويه بأمر مهم، أن الإسلام، بوصفه ديناً سماوياً، ينظر إليه من خلال مصدريه: الكتاب والسُنّة، ولا ينظر إليه من خلال أفعال بعض المنتسبين إليه الذين قد يشوهون صورته ببعض أفعالهم، فيظهرونه بمظهر الداعي إلى التطرف، والمجافي للحضارة، والمنكر للآخر، على رغم أن الدين الإسلامي، كما تكشف تعاليمه، بريء من هذه التهم، فرؤيته للكون وللعالم تختلف تمام الاختلاف عن هذه الصورة الخاطئة التي ارتسمت عنه في أذهان البعض، خصوصاً الغربيين وترسخت بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.

متى ظهر مسمى «الإرهاب» المقترن بالإسلام؟

في أعقاب نهاية الحرب الباردة، راج في الغرب قول إن الإسلام هو العدو الجديد بعد انهيار الشيوعية، وإن خطر الإسلام يرجع، في جزء منه، إلى الطبيعة المتطرفة لأتباعه، وتعصبه ورفضه أنماط الحياة الأخرى، وتضمنه تعاليم الجهاد ضد غير المسلمين، وما تضمنه القرآن من أحكام تحض المسلمين على معاداة اليهود والنصارى.
يستدلّ أصحاب هذه النظرية على صحتها بأعمال الجماعات الإسلامية التي تعرف بالأصولية، وتوصف أعمالها بأنها إرهابية بربرية همجية. يقترن عمل الأصوليين بالإسلام لأنهم يكفرون مجتمعهم، ويطالبون بالعودة إلى الإسلام الأول الذي لا يعترف بما استجد، فأوغل بعضهم واعترف فقط بالقرآن وأنكر السُنة. كذلك يستدل أصحاب هذه النظرية على علاقة الإسلام بأعمال هذه الجماعات بإعلانها أنها تعمل باسم الإسلام، ويرتدي أعضاؤها الزي الإسلامي، ويعادون أنماط الحياة الغربية، ويدعون إلى نمط إسلامي معين للمرأة وللحياة عموماً.
ثمة مصدر آخر لترويج الإرهاب المقترن بالإسلام، دفع قدماً بنظرية العداء للإسلام، أو صورة المسلم القبيح المتطرف المخرب، وهذا المصدر هو إسرائيل، وغلاة المتطرفين من اليهود الذين اعتبروا أعمال الجماعات الإسلامية في فلسطين ولبنان والموجهة ضد إسرائيل وسياستها، ضرباً صارخاً من ضروب الإرهاب، كذلك حثوا السلطة الفلسطينية على توفير الأمن والأمان والحماية من «الإرهاب الإسلامي والعربي».

الأمية الدينية

هل من الممكن أن تكون الأمية الدينية أحد أسباب انتشار الإرهاب؟

تقف الجماعات الإسلامية المتشددة تحت المظلة الإسلامية، ويستخدم المنتمون إليها الآيات والأحاديث، لنشر فكرهم المسموم، ولكنهم يكسبونها تفسيرات لا تمت إلى الحقيقة بصلة.
أضف إلى ذلك أن الشعوب الإسلامية في واقعها الآن، ومنذ قرون، شعوب أمية، ومئات الملايين لا يقرأون ولا يكتبون، ومعرفتهم بالإسلام وارتباطهم به يتمان عن طريق السماع، ونتيجة للأمية لا يستطيعون التفرقة بين ما هو جوهري وما هو غير جوهري.
على سبيل المثال، يختزل الواقعون تحت سيطرة الجهل علاقتهم بالأمور كلها بمعيارين اثنين فقط هما: الحلال والحرام، لذا الأمية الدينية مسؤولة عن انتشار التطرف والإرهاب، لأن الجماعات المتطرفة والإرهابية تستغل جهل الناس العاديين بدقائق الأمور الدينية، وتقدم أمور الدين كما تريد وتشرح وتستفيض في الشرح، وتستخدم وسائل الاتصال الشخصي، والإلحاح، والتكرار وتجنيد العناصر النشطة كي تردد وتقنع الآخرين بما تريد. نتيجة للأمية الدينية لا يعرف الأميون أن المسلم الحقّ عليه ألا يُسارع بالحكم على أحد بالكفر، لأن الإيمان والكفر محلهما القلب، ولا يطلع على ما في القلوب غير الله سبحانه وتعالى.

بعض المذاهب الدينية أيضاً متهم بالتشدد الديني الذي يصل في بعض الأحيان إلى الإرهاب... فما السبب؟

المتطرفون والإرهابيون يعتمدون على مذاهب دينية متشددة نشأت في ظروف معينة، وبعضها يصل بالتشدد إلى حد الأخذ بالشبهة والظن للحكم بالكفر، وذلك يتعارض معارضة صريحة مع سماحة الإسلام الذي يأمرنا أمراً صريحاً، لا لبس فيه، بالتثبت وعدم الاعتماد على الظن، إلى جانب أن بعض أصحاب هذه المذاهب ينطبق عليه قول الله تعالى: «كل حزب بما لديهم فرحون»، ويتمسكون بنظرياتهم المتشددة لأسباب سياسية أو شخصية أو قبلية، على غرار أفكار أبي الأعلى المودودي الذي عاش وسط اضطهاد المسلمين في الهند، فكان من الطبيعي أن يحكم على مجتمعه بالكفر وأن يدعو إلى إنقاذ المسلمين من المذابح التي كانوا يتعرضون لها من «السيخ» وغيرهم من الطوائف.

التطرف الديني

هل معنى ذلك أن التطرف الديني هو الذراع اليمنى للإرهاب؟

الإرهاب الذي يحدث في العالم الإسلامي لا ينتمي إلى التطرف الديني، ولا إلى الأصولية، ولا إلى السعي إلى إقامة حكم الشريعة الإسلامية، بل هو في الحقيقة إرهاب ولا شيء غير ذلك، وإرهاب معروف وموجود في العالم كله تقريباً وله منظمات وجماعات تتلون في كل بلد بما يناسبها.
ثمة من يقول إن الإرهاب أصبح سلاحاً دولياً وعنصراً ضاغطاً على القرار، وهذا هو هدفه الحقيقي غير المعلن، وثمة من يرى أن الإرهاب أصبح في هذا العصر بديلاً عن الحروب التقليدية، وأن الذين يحركون جماعاته من بعيد يسعون إلى تحقيق غايات كانت تحققها الجيوش في العصور الماضية، ولا بد أن نعي أن ثمة إرهاباً بصور وأشكال مختلفة... ولكنه إرهاب!
هل يمكن اعتماد الحوار مع الإرهاب كبديل عن المواجهة؟

ليس المطلوب إجراء حوارات بين الحكومات والإرهاب، لكن المطلوب إجماع وطني بعد حوار يقوده الفقهاء وأهل العلم بالشريعة وأحكامها من ناحية، وأهل السياسة والمعبرون عن الضمير الوطني العام من ناحية أخرى، وقادة الرأي والمثقفون، وطليعة الباحثين في مختلف العلوم، وأن يصل حوارهم وحصيلته – علناً- إلى الرأي العام، ليعرف موقف الإسلام من قضايا كثيرة تطرح بشكل متيسر، مثل الشورى والحاكمية والحدود وتكفير المجتمع.
ليس المطلوب أن يقف المشاركون في الحوار موقف الدفاع أو أن يضعوا كتب الجماعات وأفكارها أمامهم، ويناقشوها بصورة يبدو معها أن عقلاء الأمة يدافعون عن أنفسهم، أو أنهم أصبحوا في موضع اتهام، أو أن حوارهم هو مجرد رد فعل لما يفعله الإرهاب، فالحقيقة أن الحوار مع الإرهابيين مستحيل، لأنه أغلق الباب، منذ البداية، بحكم تكفير الدولة والشعب، وباختيارهم القتل والعنف كوسيلتين وحيدتين لتحقيق الهدف، لكن الحوار مع الإرهاب هو الضروري، لأن الحوار له مجالات كثيرة والمواجهة إحدى أدواته.

هل تجرؤ البعض من أنصاف العلماء على الفتوى يعدّ أحد أسباب انتشار الفكر المتطرف؟

بالتأكيد، فالمتابع يرى شباباً وأشخاصاً قليلي العلم بالتفسير وعلوم القرآن والحديث والتاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية، يتصدون للتفسير، ويتخذون مقاعد الإفتاء والإمامة، وينصبون أنفسهم متحدثين رسميين باسم الإسلام، وهذا لا يحدث في دين آخر، فلكل دين علماؤه المتخصصون الذين ينقطعون لدراسة الأصول والمناهج، ولا يضيفون مفاهيم جديدة إلا بعد أن يصلوا إلى درجة عالية من التعمق في الدراسة، ولذا لم يكن أحد من فقهاء ومفسري ومحدثي العصور المضيئة في الفكر الإسلامي يجرؤ على القول في كتاب الله وسنة رسوله، إلا بعد أن يحصل على إجازة بذلك من الفقيه الأكبر المعتمد في عصره والذي يساوي الآن الجامعة. ومن هذا المنطق يظهر الفكر المتطرف الجامح الذي لم يجد من يتصدى له، ويتوهم أصحابه أنهم الأعلم والأصلح لقيادة الإسلام على طريقتهم.

مواجهة التطرف

من وجهة نظرك كيف يمكن مواجهة الفكر المتطرف؟

كل من تناول ظاهرة الإرهاب بتحليل العوامل والأسباب التي أدت إلى ظهورها قال إن الإرهاب يبدأ بالفكر، وبغزو العقول وغرس أفكار ومعتقدات ومبادئ عدائية في المجتمع كله من دون استثناء، مع انتشار قيم ثقافية تساند التطرف، مستندة إلى القضايا الأساسية التي يبدأ منها، وهي التشكيك بعقيدة المسلمين، والحكم عليهم بالكفر، والاستناد إلى نصوص تعطي لمن يريد أن ينصّب نفسه حكماً ومنفّذاً للشريعة أن يأخذ بيده سلطة عقاب من يحكم عليهم – هو أو جماعته – بالخروج عن جماعة المسلمين، مع ترداد أفكار بعينها تنتمي إلى عصر مختلف وإلى ظروف سياسية واجتماعية بعيدة كل البعد عن ظروف المجتمع الإسلامي الآن، والاستناد إلى تفسيرات معينة لنصوص اختلف في تفسيرها علماء الشريعة منذ قرون، ولم يروا في الاختلاف ما يستوجب القلق أو التمرد، بل رأوا فيه خصوبة وثراء وحيوية في الفكر الإسلامي كفيلة بأن توفر له التجديد والاستمرار لكل زمان ومكان.

ثمة كتب يطلق عليها «الكتب السامة» تعدّ نقطة تحوّل بعض المسلمين من الفكر المعتدل إلى التطرف، إلى أي مدى ترى خطورة هذه الكتب؟

لا بد من أن نبيّن أن فكر الإرهاب لم يكن مستوراً ولم يكن تلقينه للشباب يتم في الخفاء، لكنه – للحق – كان معلناً بأعلى صوت وأصبحت له منابره الإعلامية والإلكترونية، وبكل وسيلة لمن يستسهل المساعدة على القراءة، وللأميين محدودي الثقافة إلى جانب كتب مليئة بالأفكار التي تحارب المجتمع، وتستعدي قارئها على كل مؤسساته...
كتب كثيرة جداً بشكل يلفت النظر، موجودة في المكتبات الكبرى والصغرى بل تملأ الأرصفة وخصوصاً أمام المساجد والمدارس والجامعات وتباع بأرخص الأسعار، وبعض هذه الكتب كان يوزع في السنوات السابقة مجاناً على أنه وقف لله تعالى، وباعتباره علماً ينتفع به، ومع ذلك لم يؤخذ إجراء حاسم لمنع هذه الكتب السامة، على رغم أنها كانت وما زالت أشد خطورة من المخدرات والسموم التي تدمر شبابنا، خصوصاً أن الشباب يتناقلونها وتسري أفكارها كالنار في الهشيم بين محدودي الثقافة وذوي التفكير السطحي وأنصاف المتعلمين، وهذا سر انتشارها الأكبر في المناطق الريفية والأحياء الشعبية، حيث يكاد ينعدم تأثير الأسرة والمدرسة على الشباب.

مناهج الإرهاب

هل الفكر المتطرّف المتستر وراء الإسلام له مناهج دراسية خاصة به؟

للجماعات المتطرفة مناهج دراسية خاصة بها، وهي مقسمة إلى مراحل، لكل مرحلة هدف يصل إليه الشاب، فيفقد جزءاً من عقله الحر ومن إرادته الواعية ومن قدرته على التمييز بين الصواب والخطأ، مناهج أقرب إلى مناهج «غسيل الدماغ» التي تتبعها الأجهزة والمنظمات السرية في أنحاء العالم، وكل مرحلة تجيب عن تساؤلات الشباب الحائر والقلق الذي يبحث عنها دائماً، ويعذبه الشك والتردد ويحتاج إلى من يأخذ بيده، فهؤلاء الشباب لم يجدوا من يرشدهم في البيت أو المدرسة بل وجدوا ضالتهم في مسجد بعيد يتولى تدريس الفكر الإرهابي المتطرف المنظم، والمناهج والكتب جاهزة، والمعلمون أيضاً جاهزون.

إلى أي مدى يعتبر دور الإعلام مهماً في زيادة وعي الأمة بالتحذير من التكفيريين؟

يقع على عاتق الإعلام دور كبير، عليه ألا يجعل التكفيريين أو الذين لطخت أيديهم بالدماء باسم الدين نماذج، بل التحذير من أفكارهم حتى يتجنبهم الناس، وفي المقابل يجب أن يركز الإعلام على النماذج المشرقة التي تمثل الإسلام الحقيقي بوسطيته واعتداله، فلا يمكن ظهور إرهابي يتحدث عن جريمته ببطولة باسم الإسلام، كأنه يمثل الإسلام الصحيح، والإسلام في حقيقة الأمر براء منه، ولا مانع من فضح هؤلاء بأن يأتي الإعلام بعالم مستنير يواجه هذا الفكر التكفيري الإرهابي بمرجعية إسلامية صحيحة وبأدب جم.
تطبيق الشريعة

لكن في المقابل نرى من ينادي بعدم تطبيق الشريعة الإسلامية على أساس أنها غير ملائمة لواقعنا الآن. ماذا تقول في ذلك؟

من غير الجيد أن تطبق الشريعة الإسلامية مباشرة، خصوصاً في ظل الظروف التي نمر بها الآن من تشتت، لذا يجب تهيئة الناس نفسياً أولاً على قبول الشريعة، ومن وجهة نظري أرى أن هذا الأمر يتطلب خمس سنوات إذا قررنا التطبيق بدءاً من الآن، مع أن هذه التصريحات ربما أتت بنتائج غير طيبة.

في سطور:

- الدكتور إسماعيل عبدالرحمن من مواليد عام 1950 في محافظة دمياط المصرية (شمال القاهرة).
- أستاذ أصول الفقه في كلية الدراسات الإسلامية والعربية في جامعة الأزهر الشريف فرع المنصورة، ورئيس فرع الرابطة العالمية لخريجي الأزهر الشريف في دمياط وعميد مركز الثقافة الإسلامية في بورسعيد.
- عمل أستاذاً لعلوم الفقه والتفسير وعلوم القرآن في معهد الدراسات الإسلامية في الكويت.
- شارك في إعداد موسوعة «الفقه الإسلامي» في الكويت.
- يتمتّع بملكة الخطابة والدعوة، لذا عمل إماماً وخطيباً في مساجد الكويت أكثر من 19 عاماً.
- ترأس جمعيات خيرية في مصر.
- صدرت له كتب وأبحاث تهتم بالفكر التكفيري وقضايا الفقه، والتحذير من مخاطر الإرهاب.
- شارك في مؤتمرات محلية وعالمية.
- وجاء غناه الفكري والديني من خلال أسرة كان مشهود لها بالعلم، فهو شقيق المفكرة والباحثة الإسلامية عائشة عبدالرحمن، الملقبة بـ{بنت الشاطئ»، أول امرأة تحاضر في الأزهر الشريف، إلى جانب أن جدهما لأمهما كان شيخاً لجامع الأزهر.


رابط المقال : جريدة الجريدة الكويتية 

التثاؤب... فعل غامض حير العلماء والمتخصصين

الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011

قام فضيلة الشيخ بالمشاركة في تحقيق أجراه الصحفي المتميز ثروت البطاوي عن التثاؤب... فعل غامض حير العلماء والمتخصصين وتم نشر هذا التحقيق بجريدة السياسة الكويتية بتاريخ     25/11/2010
وإليكم نص هذا التحقيق
القاهرة- ثروت البطاوي:
 عندما ترى شخصا يتثاءب, تظن على الفور أنه كسول ولديه رغبة في النوم أو الراحة, لكن لا تتسرع, فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن التثاؤب- ذلك الفعل اللا ارادي- لا يرتبط فقط بالاحساس بالنعاس والارهاق, وانما قد يكون سببه شعور الانسان ببعض حالات القلق والتوتر, علاوة على أنه يؤدي الى انعاش خلايا المخ وزيادة اليقظة والتركيز!, وقد يأخذك العجب اذا علمت أن التثاؤب "معد", فاذا شاهدت أو سمعت شخصًا يتثاءب بجوارك أو حتى عبر الهاتف, فانك لن تستطيع منع نفسك من التثاؤب, حتى ولو كنت لا تشعر بأي ارهاق!! ومن الأشياء الغريبة ما توصلت اليه دراسة جديدة من أن الانسان يتثاءب حوالي 250 ألف مرة طيلة عمره, بمعدل خمس مرات في اليوم الواحد في المتوسط, وأن الجنين في بطن أمه يتثاءب عندما يبلغ أسبوعه الحادي عشر, حول هذه الظاهرة وأسبابها وأمور اخرى تتعلق بها كان هذا التحقيق:
يقول الدكتور طارق اسعد - أستاذ الأمراض النفسية والعصبية ومدير وحدة القياسات الفسيولوجية ومعمل أبحاث طب النوم بمركز الطب النفسي بجامعة عين شمس: التثاؤب رد فعل عصبي منعكس يحدث فيه تزامن لاستنشاق الهواء مع تمدد طبلتي الأذن وعضلات الفك يعقبه استنشاق عميق للهواء عن طريق الفم ويحدث عادة مع الاجهاد الجسماني والشعور بالنعاس أو الضغط النفسي أو نقص التنبيه والمؤثرات الخارجية, وهو معد في الانسان وبعض الحيوانات  مثل القردة وأيضا في بعض الثدييات عن طريق الرؤية أو السمع, وفي ما يتعلق بأسبابه فحتى الآن يقف العلم عاجزا عن فهم هذه الظاهرة بصورة دقيقة وقاطعة وكل ما لدينا مجرد نظريات منها ما يرى أنها تحدث نتيجة لزيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون بالجسم وذلك لتقليله وزيادة نسبة الأكسجين المستنشق, ولكن مثل هذه النظرية لا يوجد ما يدعمها. وهناك نظرية "التمدد العضلي" التي تقول بأن الجسم يلجأ اليها كوسيلة لحدوث تمدد وارتخاء في العضلات كي يجعلها متأهبة ومتحفزة دائما لأي نشاط مفاجئ ووفقا لهذه النظرية فان التثاؤب في الحيوان يجعله دائما مستعدا للدفاع عن نفسه ضد أي خطر, بينما تتعامل نظرية "درجة حرارة المخ" مع التثاؤب على أنها عامل مساعد على التحكم في درجة حرارة المخ والمحافظة عليها باردة عن طريق حركة الهواء أثناء التثاؤب.
وهناك نظرية أخرى يطلق عليها "كيمياء الأعصاب" تعتمد في تفسيرها على أن هناك موصلات عصبية ومواد كيماوية تساعد على حدوث التثاؤب مثل مادة السيروتونين والدوباجين والغلوتامات وأكسيد النيتريك وغيرها وهذه المواد تلعب دورا مهما في التحكم بالمشاعر والشهية للأكل والسلوك وبالتالي ليس غريبا أن يكون هناك ارتباط بين الحالة الوجدانية وحدوث التثاؤب, مع الأخذ في الحسبان أن مادة "الاندورفين" الموجودة في الافيونات ومشتقاتها تقلل من معدل التثاؤب, لذلك يلاحظ في مرضى الادمان أثناء فترة انسحاب المواد المخدرة كثرة التثاؤب بصورة ملفتة, وبالاضافة لما سبق تتبقى نظرية أخيرة تسمى نظرية " الخلايا العصبية"أو " المرآة" والتي تشير الى وجود خلايا عصبية في الفص الجبهي من المخ تقوم بمحاكاة الآخرين والتفاعل مع استجاباتهم مثل المرآة, وطبقا لذلك يعتبر التثاؤب, خاصة المعدي منه, وسيلة من وسائل التواصل مع الآخرين, وقد ذكرت بعض الدراسات الحديثة أن هناك نقصا في معدل التثاؤب لدى مرضى التوحد عند رؤيتهم لأشخاص آخرين يتثاءبون مقارنة بغيرهم من الأطفال بسبب وجود خلل في الخلايا العصبية "المرآة " عند هؤلاء الأطفال. كذلك هناك أسباب طبية تؤدي الى زيادة معدل التثاؤب مثل مرضى البول السكري واضطرابات الغدة الكظرية وجلطات الدماغ والاضطرابات النفسية, كما أن هناك عقاقيرا تسبب التثاؤب كمصل بعض مضادات الاكتئاب والتي يمكن أن تزيد الشعور بالتثاؤب حتى ولو لم يكن مصحوبا بالشعور بالنعاس.

حمى الكسل
ويرجع الدكتور هاشم بحري- أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الغرض من التثاؤب فسيولوجيا الى الحصول على أكبر قدر من الأكسجين بغرض انعاش خلايا المخ وزيادة اليقظة والتركيز, يقول الدليل على ذلك ازدياد هذه الظاهرة في بعض حالات الاضطراب النفسي مثل القلق والاكتئاب حيث يميل مريض القلق الى زيادة تركيزه في الواقع المحيط بغرض زيادة شعوره بالأمان, أما المكتئب فيتثاءب بغرض زيادة الحماس في حياته. كما أن التثاؤب قد يكون مفيدا اذا كان لمرات قليلة, أما اذا زاد عن الحد المعقول, فسيؤدي عكس الغرض منه, حيث يشعر المتثائب بالتشتت وعدم التركيز, واذا كان بعيدا عن القلق والاكتئاب -فهو يعبر عن الشعور بالنعاس وهنا يصاب الآخرون بحمى الكسل وبالتالي يسعى الجميع للخروج من هذه النوبة عن طريق التثاؤب وهو ما يطلق عليه " عدوى التثاؤب ", وقد يعبر عن حالات الملل وعلى المحاضر الجيد أن يغير من منهجه التعليمي اذا لاحظ أن مستمعيه يتثاءبون, مع مراعاة أن هناك بعض الأدوية المضادة للاكتئاب تسبب التثاؤب كعرض جانبي للدواء النفسي.

التثاؤب والشيطان
وعن وجهة نظر الدين في التثاؤب يقول الدكتور اسماعيل عبد الرحمن - أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر:  أكدت السنة المطهرة  عمق العلاقة بين الشيطان والتثاؤب فقال صلى الله عليه وسلم: " ان الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فاذا عطس أحدكم فحمد الله فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته وأما التثاؤب فانما هو من الشيطان فليرده ما استطاع ", فالشيطان يحب أن يرى الانسان متثائبا لأنها حالة تدل على ثقل البدن واسترخائه وامتلائه والمراد في الحديث الشريف التحذير من السبب الذي يتولد منه ذلك وهو التوسع في المأكل, أما عن حكمه في الصلاة فانه اذا كان خارج الصلاة مكروها فهو في الصلاة أشد كراهية لقوله صلى الله عليه وسلم: " التثاؤب في الصلاة من الشيطان فاذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع ", وعند القرطبي اذا تثاءب قارئ القرآن فليمسك عن القراءة لأنه يخاطب ربه والتثاؤب من الشيطان, وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بدفع التثاؤب وكظمه فقال صلى الله عليه وسلم:" اذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فمه فان الشيطان يدخل " ومن السنة وضع اليد اليسرى على الفم عند التثاؤب. وكظم التثاؤب ورده خارج الصلاة أمر مستحب أما في الصلاة وعند قراءة القرآن فيكون واجبا, وليس حقيقيا ما يقال بوجود علاقة بين التثاؤب والحسد لعدم وجود دليل شرعي أو قول لبعض أهل العلم في ذلك.

المقال منشور على الرابط التالي اضغط هنا ( السياسة الكويتية )
لمشاهدة صورة المقال اضغط هنا

زواج المعاق ذهنياً .. حقُّ يرفضه المجتمع

قام فضيلة الشيخ بالمشاركة في تحقيق أجراه الصحفي المتميز ثروت البطاوي عن زواج المعاق ذهنيا وتم نشر هذا التحقيق بجريدة السياسة الكويتية بتاريخ   19/08/2011
وإليكم نص هذا التحقيق
القاهرة- ثروت البطاوي:
رغم صدور عدد من الفتاوى كان إحداها للدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية أكدت على حق المعاق ذهنيًا في الزواج, اذا ما كانت اعاقته بسيطة, لأنه يشعر بالشهوة والعاطفة, ويحتاج الى السكن والنفقة والرعاية, مثل باقي البشر, الا أن ثقافتنا المجتمعية في الدول العربية لم تتقبل بعد تلك الفكرة, مثلما هو الحال في الغرب, فهل بعد هذه الفتوى زال التضارب بين العلماء والاختصاصيين حول هذه القضية, "السياسة" تستطلع في هذا التحقيق, كافة الآراء لتجلي أبعاد القضية كاملة, في السطور التالية:


 يقول د.أسامة البرعي أستاذ ورئيس قسم الطب النفسي بجامعة المنصورة- إن الاعاقة الذهنية درجات, وأنواع  وفي الحالات الناتجة عن عوامل وراثية, كأن يكون هناك خلل في "الكروموسومات" لا ننصح مطلقًا بالزواج, حتى لا يتم انجاب أطفال يتوارثون تلك الاعاقة. أما التي تنتج عن عوامل غير وراثية, مثل التعرض لحادث أو الاصابة بالحمى وغير ذلك, فلا يرث الأبناء الاعاقة في تلك الحالة. ولكن من الضروري ألا تقل نسبة الذكاء لديهم عن 50 في المئة, حتى يكونوا صالحين للزواج, حيث أنهم بتلك النسب المنخفضة لا يمكنهم السيطرة على تصرفاتهم, وبالتالي تكون سلوكياتهم غير مسؤولة. أما اذا تراوح معدل ذكائهم ما بين 60 الى 80 في المئة فسيكون الفرد منهم قادرًا على تعلم مهنة يتكسب منها, وسيمتلك البصيرة التي تمكنه من ادراك أخطائه, والحكم على تصرفاته, مع الأخذ في الاعتبار أهمية ألا يكون كلا الزوجين مصاباً بالاعاقة الذهنية, حتى يستطيع طرف منهما رعاية الآخر. ولكن من الممكن أن يكون أحدهما معاقا ذهنيًا, والآخر مصاب اًباعاقة جسدية, وهنا يحدث تكامل وتعايش بين الزوجين. وفي جميع الحالات يجب أن يخضع المعاقون ذهنيًا الى الكشف الطبي النفسي قبل اتمام الزواج, للوقوف على امكانية نجاح واستمرار هذا الزواج.
 ويقول د.لطفي الشربيني  استشاري الطب النفسي: حتى وقت طويل مضى كانت هناك بعض المحاذير حول زواج المعاقين ذهنيًا, خوفًًا من أن تنتقل اعاقتهم وراثيًا للأبناء عن طريق الجينات, الا أن الدراسات العلمية الحديثة أكدت أن الانتقال الوراثي للاعاقة ليس حتمياً, خاصة اذا ما راعينا بعض الأمور والاعتبارات العلمية التي حددها المتخصصون. وهناك من علماء النفس من ينصحون المصابين بالعقد, أو باعاقات ذهنية متوسطة, وخفيفة بالاقبال على الزواج مباشرة, وان كانوا يرون من الأفضل أن يتم الزواج بين شخص معاق ذهنيًا, وآخر سوي وطبيعي, حتى تقل فرص الانتقال تلك الاعاقة وراثيًا, كما وجدوا أن زواجهم يؤدي الى تحسن كبير في الأداء الاجتماعي, والعملي لديهم, ويساعد الكثير منهم على القيام بوظائفهم الأسرية, وعلاقتهم الزوجية بصورة شبه طبيعية. ولكن من الضروري أن يتمتعوا بالرعاية الأسرية, التي توفر لهم أعباء ومتطلبات الحياة الزوجية. أما تلك الحالات التي تعاني من الاعاقة الذهنية الشديدة, بحيث لا يستطيع الفرد منهم الاعتماد على نفسه, وأداء وظائفه, بشكل منفرد وطبيعي, فيفضل عدم الاقدام على تزويجهم, ولحسن الحظ فان تلك الحالات لا تمثل سوى نسبة قليلة منهم.
 وينصح د.لطفي بضرورة تقييم طرفي الزواج من المعاقين ذهنياً, واخضاعهما لاختبارات نفسية معينة, تحدد امكانية نجاح هذا الزواج, من عدمه, بناءً على مدى التوافق بين الزوجين, وبشكل عام لا مبرر للقلق أو الخوف من زواج المعاقين بحجة انتقال اعاقتهم وراثيًا الى الأبناء, لأن ذلك لا يحدث الا في اطار ضيق جدًا.
ويقول د.عادل عاشور, أستاذ طب الأطفال والوراثة بالمركز القومي للبحوث: درجات الاعاقة الذهنية تتراوح بين البسيطة, والمتوسطة, والخطيرة, وشديدة الخطورة. ويتراوح قياس الذكاء لدى المصابين بالاعاقة البسيطة بين70 الى 100 درجة, وهم الفئة المعنية بالزواج من بين المعاقين ذهنياً, والقادرين عليه وغالبا ما يتم زواج الواحد منهم بشخص آخر طبيعي على دراية بظروفه وعادة ما يكون بين معاق ذهنيًا يمتلك الامكانيات المادية, وطرف آخر فقير أو معدم, ولا يمكننا اعتبار مثل هذا الزواج في جميع الأحوال "زواج مصلحة" وانما هو زواج يتم فيه تبادل المنافع في اطار من الود والحميمية.. أما باقي حالات الاعاقة فيصعب عليهم فهم معنى الزواج. كما أن أغلب المصابين بحالات الاعاقة الذهنية ليست لديهم القدرة على الانجاب, واذا ما أنجبوا فليس من المؤكد أن يكون المولود مصابًا باعاقتهم, ورغم ذلك فمن الضروري أن يجري الطرفان فحوصات ما قبل الزواج, وتحاليل ما قبل وأثناء الحمل, حيث تساعد كثيرًا في تجنب انجاب المصابين بالاعاقة الذهنية. ولنا أن نعلم أن دول أوروبا وأميركا تخصص منتجعات خاصة لزواج المعاقين ذهنيًا, يحصلون فيها على الرعاية, والحماية اللازمة, بما يمكنهم من الحصول على حقوقهم كاملة, والعيش في وفاق مع مجتمعاتهم, دون أن يتعرضون للتحرش أو الانحراف تلبية لرغباتهم "خاصة الجنسية".
 ويقول د.رشاد عبداللطيف - أستاذ تنظيم المجتمع بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان- المعاقون ذهنيًا في النهاية آدميون, ولهم حقوق مثل باقي البشر, ومنها الحق في الزواج, لكن السماح لهم بالزواج لابد من معرفة اذا ما كانت هناك خطورة على أحدهما, أو على أبنائهما في حالة الانجاب , ويمكن معرفة ذلك من خلال اخضاعهم للكشف الطبي والنفسي لتحديد درجة الاعاقة, ومعرفة قدرتهم على المعاشرة الزوجية, والعيش في سكينة ورحمة ووفاق, واذا ما توافرت جميع هذه الأركان, فيمكننا  اتمام الزواج. أما في حالة الاعاقة الحادة, فلا يمكننا أن نقر بحق المعاق في الزواج لما يمثله في هذه الحالة من مخاطر وأضرار للأسرة, والمجتمع الذي نجده أحيانًا ما ينظر اليهم وكأنهم نكرة, ويتقبلهم بصعوبة, فهو يعترف نظريًا بحقوقهم, حتى في الزواج, ولكنه من الناحية العملية والواقعية يرفضهم. لذلك فمن الضروري أن ندعم فكرة التمكين الاجتماعي للمعاقين ذهنيًا من خلال التوعية الدينية عبر المساجد والكنائس, ووسائل الاعلام المختلفة.
يقول د.مهدي القصاص, أستاذ علم الاجتماع القانوني بكلية الآداب جامعة المنصورة: لا يمكن لأحد أن ينكر حقهم في الزواج باعتباره حقًا انسانيًا, ورغم ذلك نجد أن تلك الفكرة لا تلاقي أي قبول في المجتمعات العربية. بعكس المجتمعات الغربية التي يتمتع فيها المعاقون ذهنيًا بكافة حقوقهم بما فيها حق الزواج, ولكنهم في بلادنا العربية معزولون اجتماعيًا عن الآخرين, لدرجة أن الأسر التي يعاني أحد أفرادها من تلك الاعاقة, يمنعونه نهائيًا من الخروج من المنزل, أو من غرفته في حال وجود بعض الضيوف. كما أننا في مجتمعاتنا نتعامل معهم بنوع من الشفقة, وأحيانًا بشيء من الخوف والرهبة, وهو ما يجعل أمر زواجهم غاية في الصعوبة, خاصة أنهم بحاجة الى رعاية كاملة واهتمام بالغ من ذويهم, فهم لا يستطيعون تحمل أعباء, ومسؤوليات الزواج, الذي لا يمكننا النظر اليه على أنه مجرد عملية جنسية بيولوجية فقط.
وهناك مخاطر أخرى يمكن أن تنتج عن زواجهم وتتمثل في تزايد فرص انتقال اعاقتهم الذهنية الى أبنائهم, وحتى اذا ما سلموا من وراثة الاعاقة, وولدوا أصحاء أسوياء, فستكون هناك مشكلات عدة في رعايتهم والاعتناء بهم. لذلك ففكرة زواج المعاقين ذهنيًا سوف تواجهها مصاعب وعوائق اجتماعية كثيرة, تجعل زواج الواحد منهم يدخل تحت "بند" عدم الاستطاعة وفقًا للحديث الشريف: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم..) ومن هنا فالمعاق ذهنيا لا يمتلك الاستطاعة على الزواج, ومن ثم يمكن تعويضه اجتماعيا عبر وسائل أخرى تنمي هواياته, ومهاراته.
 وعن موقف الشريعة الاسلامية من زواج المعاقين ذهنيًا يقول د.اسماعيل عبدالرحمن, أستاذ الفقه الاسلامي بجامعة الأزهر: الفقهاء اعتبروا "العته"- وهو نقصان العقل- من عوارض الأهلية, فالمعتوه ناقص للأهلية في أداء الأفعال الواقعة بين النفع والضرر, كالبيع, والنكاح, وهي أمور موقوفة على اجازة الولي, فان أجازها صارت نافذة, والا كانت باطلة. ولما كان المعاق ذهنيًا أقرب الى المعتوه منه الى المجنون, فان زواجه أو تزويجه يكون صحيحًا, اذا ما تم باذن الولي. وان كان بغير اذنه, كأن يزوج المعاق نفسه أو المعاقة نفسها دون حضور الولي أو اذنه كان العقد باطلاً, ما لم يجزه الولي عند علمه.  أما زواج المعاق من معاقة فأرى أنه اذا ما غلب الظن عند علماء الطب أن هذا الزواج سيثمر أو ينجب ذرية تحمل صفة الاعاقة كان زواجهما مكروها وان تيقنوا ذلك كانت الكراهة أشد.أما الاصابة بالاعاقة بعد الزواج فان الطرف الآخر يكون له الخيار بين الرضا باستمرار العلاقة مع وجود هذا المرض, والصبر عليه, وخدمته والاحتساب وطلب الأجر من الله, أو طلب التفريق للاعاقة التي تأخذ حكم الجنون, والعته, باعتبارها عيبا من عيوب النكاح, بشرط أن تكون الاعاقة مستحكمة, لا يمكن البرء منها, مع التيقن من تحقق الضرر.
 ويوضح د.محمد سعيد عرام أستاذ التفسير وعلوم القران بجامعة الأزهر أن الزواج  شريعة الله في أرضه, وفطرته الجارية في خلقه, وهو من آيات ملكه, وجعله بين البشر سببًا للسكن, والمودة والرحمة, وبناء على ذلك لا يتم منعه عن أحد من البشر, اذا ما توافرت فيه شروط الاستطاعة, فاذا كان المعاق ذهنيًا مستطيعًا للزواج جسمانيًا وماديًا, بحيث لا تؤثر اعاقته على قدرته الجنسية, فلا بأس أن يتزوج, وأن يعقد له وليه, باعتباره ناقصًا للأهلية, ولكن بشرط ألا يتم اجبار المرأة على الزواج منه, فتكون لها حرية اختيار شريك حياتها, فان رضيت أن تتزوجه فلا بأس في ذلك. حتى وان أفتى بعض أستاذة الطب بأن الاعاقة قد تؤثر من الناحية الوراثية على النسل الناتج عن هذا الزواج, ذلك لأن النظريات العلمية يخطأ بعضها ويصيب. 

المقال منشور على الرابط التالي اضغط هنا ( السياسة الكويتية )
لمشاهدة صورة المقال اضغط هنا

رأي الشرع في مسألة سحر الهواتف وتأثير الجن على الانسان

السبت، 9 أكتوبر 2010

قام فضيلة الشيخ بالمشاركة في تحقيق أجراه الصحفي المتميز ثروت البطاوي عن سحر الهواتف وسوسة شيطانية من قبل الجان وتم نشر هذا التحقيق بجريدة السياسة الكويتية بتاريخ     11/10/2010
وإليكم نص هذا التحقيق 
القاهرة -  ثروت البطاوي:
"وساوس في اليقظة.. أحلام مفزعة وحيوانات مخيفة ومفترسة تطاردك في المنام.. أشخاص تنظر وتتحدث اليهم ولا يراهم سواك.. شك دائم فيمن حولك..تتوهم كراهية وحقد الآخرين..حالات من الشرود والهذيان".. المعالجون الروحانيون أكدوا على أن هذه أعراض ما يسمى بـ"سحر الهواتف" وحذروا من خطورته ولم ينفه علماء الدين بينما أنكره الطب النفسي وأكد على أن تلك الأعراض هي بدايات لظهور المرض النفسي, ولا علاقة لها بالسحر.. عن حقيقة  سحر الهواتف وأعراضه وطرق علاجه والوقاية منه كان هذا التحقيق:
في البداية يعرف الشيخ عبد اللطيف حسن خليل - المعالج بالقرآن الكريم سحر الهواتف بأنه عبارة عن وسوسة شيطانية من قبل جن مكلف من الساحر, يلازم المسحور بالايحاء والوسوسة طيلة نهاره وليله, ما يترتب عليه ضغوط نفسية تؤدي الى أعراض كثيرة توهم صاحبها بأنه مصاب بمرض عضوي, مع رؤية الأحلام المزعجة, والاعتقاد بأن كل الناس تحقد عليه, والادعاء عليهم بأقوال لم يتحدثوا بها من قبل, مع حدوث نوع من الهذيان أثناء التحدث مع الآخرين, الأمر الذي يؤدي الى عدم فهمهم لما يريد أن يقوله, بالاضافة الى العزلة والشك وحب الانتقام, وشعور بالألم في أسفل فقرات الظهر, مع ارتفاع في درجة حرارة الرأس.
سحر الجنون
يضيف الشيخ خليل: وتتوقف قوة نفاذ السحر في المريض على حسب درجة صلته بالله فاذا كان من الصالحين فسرعان ما يزول عنه هذا السحر لقوله تعالى (ان عبادي ليس لك عليهم سلطان...), أما اذا كان من الذين لا يؤدون الصلاة ومن ضعفاء الايمان فقد يتملك منهم هذا السحر ويتحول الى سحر الجنون وهو أخطر مراحل سحر الهواتف, ولكن على المعالج القرآني أن يفرق بين المريض النفسي والمسحور, فاذا لم تظهر على المريض أي علامات عند قراءة القرآن عليه كالشعور بالألم والضيق كلما استرسل الشيخ في قراءة القرآن, فهذا يعني أن مرضه نفسي وليس عن طريق السحر, ويجب ارشاده الى الأطباء النفسيين المتخصصين في هذا المجال, ولعل أهم طرق الوقاية من سحر الهواتف هو قراءة سورة البقرة وأيضا سورة الاخلاص والمعوذتين في اليد والنفث فيهما والمسح على جميع الجسد ثلاث مرات قبل النوم وان يقول الانسان كلما نزل منزلا "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق".
التحور الهستيري
ويؤكد الدكتور لطفي عبدالعزيز الشربيني - استشاري الطب النفسي - على أنه لا دخل للجن بالأمراض النفسية والعضوية التي تصيب الانسان, فقد اكتشف الطب جوانب كبيرة منها, وتوصل الى علاجها بعيداً عن أي قوى خفية. وانه لا يوجد ما يدعو الى تعظيم شأن الجن بأن ننسب اليه أشياء كثيرة مع انه كما نعلم من نصوص القرآن اضعف من ذلك بكثير ولا يستطيع السيطرة على الانسان الا من خلال قدرته المحدودة على الاغواء لبعض الناس ممن لديهم الاستعداد لذلك, وهو ما يجعلني بكل ثقة أنفي الادعاءات التي تؤكد كلام أو حضور الشيطان أو الجن على لسان المريض أو المسحور, على اعتبار أن المتحدث هنا هو المريض نفسه وهو في حالة يطلق عليها التحور الهستيري التي يغيب فيها عن الوعي مؤقتاً وتظهر بعض محتويات عقله الباطن فيقوم بالتنفيس عن بعض رغباته المكبوتة ويهرب من الواقع والضغوط التي لا يحتملها فيتصور الجميع أن بداخله شيطاناً يتكلم, ومع تهدئة المريض وبحث حالته النفسية تتحسن حالته.
الوسواس القهري
ويرى الدكتور الشربيني أن الوسواس القهري لا علاقة له بالسحر فهو من الأمراض التي تم كشف النقاب عن الكثير من أسرارها, وان هذه الحالات لها علاقة ببعض المواد الكيميائية في الدماغ مثل مادة "السيروتونين" التي يتسبب اختلالها في ظهور أعراض الوسواس القهري كتكرار أفعال وطقوس لا معنى لها مثل غسل الأيدي أكثر من مرة دون داع, أو الانشغال والاستغراق في التفكير في موضوعات تافهة وقضايا لا حل لها مثل مسألة البيضة والدجاجة.. أو البحث في شكل الشيطان وماذا يأكل وكيف يعيش? أو أفكار دينية أو جنسية لا معنى لها تشغل التفكير وتعوق الشخص عن مزاولة حياته, وكل هذه الصور لحالات الوسواس القهري هي حالات مرضية يتعامل معها الطب النفسي حالياً بالعلاج الدوائي وبنسبة نجاح مرتفعة, ويشير الى أن المريض عندما يتصور أنه يرى أشباحا أو يسمع أصواتا تحاوره فهذه هلاوس مرضية لا دخل للجن فيها لأنها من وجهة نظر الطب النفسي هي وجود خلل في جهاز الاستقبال لدى المريض..يجعله يستقبل صوراً وأصواتاً لا وجود لها, وهذه الحالات أيضا تتحسن بالعلاج.
المس الشيطاني
وعن رأي الشرع الحنيف في أعراض سحر الهواتف يقول الدكتور اسماعيل عبدالرحمن -أستاذ أصول الفقه المساعد بجامعة الأزهر: إن المس الشيطاني له معان منها الصرع كما في قوله تعالي: (كالذي يتخبطه الشيطان من المس...), وهناك أيضا  الوسوسة  (فوسوس لهما الشيطان..) وهناك اللمس ومنه قوله صلى الله عليه وسلم:
"ما من مولود الا نخسه الشيطان فيستهل صارخاً من نخسة الشيطان
الا ابن مريم وأمه".. والسحر هو أحد أسباب المس الشيطاني كما ثبت في
 الصحيحين من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها من أن النبي صلى
 الله عليه وسلم, سحره يهودي من يهود بني رزيق يقال له لبيد بن
 الأعصم حتى يخيل اليه أنه كان يفعل الشيء ولا يفعله فمكث كذلك
ما شاء الله أن يمكث ثم قال يا عائشة: "أشعرت بأن الله أفتاني فيما
 استفتيته فيه أتاني ملكان, فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي ما شأن الرجل? قال: مطبوب, قال: من طبه? قال: لبيد بن الأعصم, قال في ماذا? قال: في مشط ومشاطه وجف طلعة الذكر تحت راعوفة (وهي صخرة تترك في أسفل البئر) في بئر ذي أوران فجاء بالبئر واستخرجه ", وفي هذا الحديث دلالة على أن المس الشيطاني قد يحدث بالسحر وقد يحدث بغيره كما أن فيه دليلا على تأثير السحر في الواقع حيث كان يخيل اليه صلى الله عليه وسلم أنه كان يفعل الشيء ولا يفعله, وعليه فلا يستبعد أن يرى المسحور أحلاما مزعجة أو أن يتخيل الشيء على غير حقيقته أو يرى الانسان على غير هيئته كأن يراه في صورة حيوان مثلا.
المقال منشور على الرابط التالي اضغط هنا ( السياسة الكويتية )
لمشاهدة صورة المقال اضغط هنا

تطوير الأزهر الشريف

الجمعة، 6 نوفمبر 2009



جريدة المسلمون 29صفر 1407هـ الموافق 1/7/1986م

هلال رمضان هلال فريد بين الأهلة




جريدة أخبار دمياط 18 ديسمبر 1999 م الموافق 10 رمضان 1420 هـ

الحج فريضة الله على الأغنياء



جريدة أخبار دمياط 26 فبراير 2000م الموافق 21 ذو القعدة 1420هـ

الموسوعة الفقهية أعلى صرح علمي تقيمه دولة الكويت








جريدة الوطن الإسلامي الكويتية الجمعة 18 أكتوبر 1996م الموافق 6 جمادى الآخرة 1417

الأهرام تنشر حصول فضيلة الشيخ على الماجستير 1993م









شهر شعبان دروس وعبر






جريدة أخبار دمياط 4 ديسمبر1999م الموافق 26 شعبان 1420 هـ

الشيخ عبد الحميد كشك مدرسة جامعة





جريدة الرأي العام الكويتية الخميس 12 ديسمبر 1996م

الرد على منكري نقصان عقل المرأة ودينها






مجلة صوت الأزهر 28 يناير 2000م الموافق 21 شوال 1420هـ

الآيات الصريحة تؤكد الشفاعة والتشكيك في السنة مرفوض

الخميس، 5 نوفمبر 2009







جريدة أخر ساعة بتاريخ 28 ابريل1999 م الموافق 12 محرم 1420 هـ
ومجلة الأزهر ربيع الأول 1420 هـ / يوليو 1999م

لجنة من العلماء ورجال الفكر للرد على الشبهات والافتراءات





مجلة صوت الأزهر 29صفر 1421هـ الموافق 2 /7/ 2000م

بنت الشاطئ فريدة عصرها





جريدة الأهرام 14يناير 1999م

من صفات بنت الشاطئ





جريدة الأهرام 4 ديسمبر 1998م