الأزهر هو المرجعية الوحيدة لتطوير المناهج الإسلامية في الدولة.

الاثنين، 3 مايو 2010


نفى فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية أن تكون مراجعة وتطوير مناهج التربية الإسلامية المقررة على طلاب المراحل الأساسية جاءت لوجود أي من الضغوط الداخلية أو الخارجية مؤكدًا أنه لا مساس إطلاقًا بالثوابت الشرعية الإسلامية.

    وقال: إنه من الأسباب الهامة التي دعت إلى ضرورة التطوير في المناهج هو تغير اهتمامات المتعلم وميوله وضرورة مراعاة ذلك لديه بوصفه محور العملية التعليمية، وتحقيقًا لمبدأ التشويق والجذب في التعلم ووجود خاصية المرونة في الفكر الإسلامي والشريعة الغراء والتي تراعي المستجدات والتغيرات بما لا يتعارض مع الثوابت والأصول وتحث على الانفتاح الثقافي والحضاري الناتج عن ظاهرة العولمة والتطور التقني الهائل وتأثيره في النظام التعليمي في هذا العصر.

    وأكد مفتي الجمهورية أن رجال وعلماء مؤسسة الأزهر الشريف قادرون على الدفاع عن الإسلام وثوابته، بالإضافة إلى قدرتهم على إدراك الحياة والواقع المعاش وتطوير ومراجعة مناهج التعليم في الدولة سواء في التربية الإسلامية أو غيرها ووضعها في قوالب عصرية شيقة تخدم الدين الإسلامي والدولة والمواطنين وتخدم مستقبل الأمة كلها وذلك إذا ما توافرت لها المساندة الصادقة والجادة والمستمرة من الوزارات والهيئات التعليمية التنفيذية المسئولة عن التعليم في مصر.

    وأضاف مفتي الجمهورية أن الأزهر الشريف هو المرجعية الأولى والوحيدة في مصر والعالم الإسلامي وصاحب الاختصاص في كل ما يتعلق بالقضايا التعليمية ووضع المناهج الخاصة بالتربية الإسلامية وتطويرها ومراجعتها بما يتناسب مع العقيدة والشريعة الإسلامية الصحيحة ويحافظ عليها؛ لافتًا الانتباه إلى أن لجنة تطوير المناهج الإسلامية التابعة لمؤسسة الأزهر الشريف -من خلال علماء متخصصين أكْفَاء مشهود لهم عالميًّا- قد قاموا بالفعل بتطوير ومراجعة المناهج الإسلامية ومناهج التربية الإسلامية في مصر والدول العربية.

    وأوضح مفتي الجمهورية أنه وغيره من علماء التربية قد وضعوا خبراتهم السابقة في مجال تطوير مناهج التربية الإسلامية أمام وزير التربية والتعليم بناء على طلبه؛ لخدمة المصالح العليا للوطن والارتقاء بمستوى التعليم الأساسي وفي إطار من الالتزام بمنظومة العمل المرعية والمعمول بها حاليا في هذا المجال؛ وهي أن الأزهر ومؤسساته التعليمية التابعة له هي الجهة الوحيدة المنوط بها اعتماد أي تطوير أو مراجعة للمناهج الإسلامية باعتبار أن الأزهر الشريف وعلماءه هم خط الدفاع الأول عن الثوابت والمبادئ الإسلامية وحفظها من أي دسائس أو محاولات لطمسها.

    كما أكد مفتي الجمهورية وجود تنسيق كامل بين وزارة التربية والتعليم وبين المؤسسة الإسلامية في مصر والمتمثلة في الأزهر الشريف على مدى العقود السابقة وحتى الآن فيما يختص بمراجعة وتطوير مناهج التربية الإسلامية لطلاب مراحل التعليم الأساسية.

    ودعا مفتي الجمهورية وزارة التربية والتعليم إلى مراعاة أن تحتوي المناهج الجديدة على ما يدعم تكوين إنسان مسلم قادر على إدراك التنوع البشري وضرورته واحترام المخالفين له في العقيدة أو اللون أو اللغة أو الجنس، ويؤمن بأنّ البشر جميعًا إما أخ في العقيدة أو نظير في الخلق له حرمة وقدسية إنسانية فرضها الله سبحانه لكل نفس بشرية مؤمنة كانت أم غير مؤمنة.

    كما يجب أن تشتمل المناهج الجديدة على ما يسهم في تعميق الصلة بين الطلاب واللغة العربية وثقافتها على أساس أنها أهم ركائز بناء الهوية، ومعيار الانتماء إلى هذه الأمة، وشعار الإسلام، ووسيلة التواصل مع مصادره، وتعميق الانتماء إلى الأمة الإسلامية وربط هذا الانتماء بدوائره الأصغر المتمثلة في الأمة العربية من خلال بناء عقلية ونفسية فعالة مشاركة قادرة على التأثير الإيجابي في بناء مجتمعها وتطويره للحفاظ على هويته ودوره ومستقبله، كما تدعم المنظومة التعليمية الجديدة بناء نفسية قادرة على معرفة الجمال وتذوقه والتمتع به في إطار من القيم السامية والأخلاق الرفيعة.
 

المركز الإعلامي بدار الإفتاء المصرية 1/5/2010

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا برأيك ولا تمر مرور الكرام