رأي الشرع في مسألة سحر الهواتف وتأثير الجن على الانسان

السبت، 9 أكتوبر 2010

قام فضيلة الشيخ بالمشاركة في تحقيق أجراه الصحفي المتميز ثروت البطاوي عن سحر الهواتف وسوسة شيطانية من قبل الجان وتم نشر هذا التحقيق بجريدة السياسة الكويتية بتاريخ     11/10/2010
وإليكم نص هذا التحقيق 
القاهرة -  ثروت البطاوي:
"وساوس في اليقظة.. أحلام مفزعة وحيوانات مخيفة ومفترسة تطاردك في المنام.. أشخاص تنظر وتتحدث اليهم ولا يراهم سواك.. شك دائم فيمن حولك..تتوهم كراهية وحقد الآخرين..حالات من الشرود والهذيان".. المعالجون الروحانيون أكدوا على أن هذه أعراض ما يسمى بـ"سحر الهواتف" وحذروا من خطورته ولم ينفه علماء الدين بينما أنكره الطب النفسي وأكد على أن تلك الأعراض هي بدايات لظهور المرض النفسي, ولا علاقة لها بالسحر.. عن حقيقة  سحر الهواتف وأعراضه وطرق علاجه والوقاية منه كان هذا التحقيق:
في البداية يعرف الشيخ عبد اللطيف حسن خليل - المعالج بالقرآن الكريم سحر الهواتف بأنه عبارة عن وسوسة شيطانية من قبل جن مكلف من الساحر, يلازم المسحور بالايحاء والوسوسة طيلة نهاره وليله, ما يترتب عليه ضغوط نفسية تؤدي الى أعراض كثيرة توهم صاحبها بأنه مصاب بمرض عضوي, مع رؤية الأحلام المزعجة, والاعتقاد بأن كل الناس تحقد عليه, والادعاء عليهم بأقوال لم يتحدثوا بها من قبل, مع حدوث نوع من الهذيان أثناء التحدث مع الآخرين, الأمر الذي يؤدي الى عدم فهمهم لما يريد أن يقوله, بالاضافة الى العزلة والشك وحب الانتقام, وشعور بالألم في أسفل فقرات الظهر, مع ارتفاع في درجة حرارة الرأس.
سحر الجنون
يضيف الشيخ خليل: وتتوقف قوة نفاذ السحر في المريض على حسب درجة صلته بالله فاذا كان من الصالحين فسرعان ما يزول عنه هذا السحر لقوله تعالى (ان عبادي ليس لك عليهم سلطان...), أما اذا كان من الذين لا يؤدون الصلاة ومن ضعفاء الايمان فقد يتملك منهم هذا السحر ويتحول الى سحر الجنون وهو أخطر مراحل سحر الهواتف, ولكن على المعالج القرآني أن يفرق بين المريض النفسي والمسحور, فاذا لم تظهر على المريض أي علامات عند قراءة القرآن عليه كالشعور بالألم والضيق كلما استرسل الشيخ في قراءة القرآن, فهذا يعني أن مرضه نفسي وليس عن طريق السحر, ويجب ارشاده الى الأطباء النفسيين المتخصصين في هذا المجال, ولعل أهم طرق الوقاية من سحر الهواتف هو قراءة سورة البقرة وأيضا سورة الاخلاص والمعوذتين في اليد والنفث فيهما والمسح على جميع الجسد ثلاث مرات قبل النوم وان يقول الانسان كلما نزل منزلا "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق".
التحور الهستيري
ويؤكد الدكتور لطفي عبدالعزيز الشربيني - استشاري الطب النفسي - على أنه لا دخل للجن بالأمراض النفسية والعضوية التي تصيب الانسان, فقد اكتشف الطب جوانب كبيرة منها, وتوصل الى علاجها بعيداً عن أي قوى خفية. وانه لا يوجد ما يدعو الى تعظيم شأن الجن بأن ننسب اليه أشياء كثيرة مع انه كما نعلم من نصوص القرآن اضعف من ذلك بكثير ولا يستطيع السيطرة على الانسان الا من خلال قدرته المحدودة على الاغواء لبعض الناس ممن لديهم الاستعداد لذلك, وهو ما يجعلني بكل ثقة أنفي الادعاءات التي تؤكد كلام أو حضور الشيطان أو الجن على لسان المريض أو المسحور, على اعتبار أن المتحدث هنا هو المريض نفسه وهو في حالة يطلق عليها التحور الهستيري التي يغيب فيها عن الوعي مؤقتاً وتظهر بعض محتويات عقله الباطن فيقوم بالتنفيس عن بعض رغباته المكبوتة ويهرب من الواقع والضغوط التي لا يحتملها فيتصور الجميع أن بداخله شيطاناً يتكلم, ومع تهدئة المريض وبحث حالته النفسية تتحسن حالته.
الوسواس القهري
ويرى الدكتور الشربيني أن الوسواس القهري لا علاقة له بالسحر فهو من الأمراض التي تم كشف النقاب عن الكثير من أسرارها, وان هذه الحالات لها علاقة ببعض المواد الكيميائية في الدماغ مثل مادة "السيروتونين" التي يتسبب اختلالها في ظهور أعراض الوسواس القهري كتكرار أفعال وطقوس لا معنى لها مثل غسل الأيدي أكثر من مرة دون داع, أو الانشغال والاستغراق في التفكير في موضوعات تافهة وقضايا لا حل لها مثل مسألة البيضة والدجاجة.. أو البحث في شكل الشيطان وماذا يأكل وكيف يعيش? أو أفكار دينية أو جنسية لا معنى لها تشغل التفكير وتعوق الشخص عن مزاولة حياته, وكل هذه الصور لحالات الوسواس القهري هي حالات مرضية يتعامل معها الطب النفسي حالياً بالعلاج الدوائي وبنسبة نجاح مرتفعة, ويشير الى أن المريض عندما يتصور أنه يرى أشباحا أو يسمع أصواتا تحاوره فهذه هلاوس مرضية لا دخل للجن فيها لأنها من وجهة نظر الطب النفسي هي وجود خلل في جهاز الاستقبال لدى المريض..يجعله يستقبل صوراً وأصواتاً لا وجود لها, وهذه الحالات أيضا تتحسن بالعلاج.
المس الشيطاني
وعن رأي الشرع الحنيف في أعراض سحر الهواتف يقول الدكتور اسماعيل عبدالرحمن -أستاذ أصول الفقه المساعد بجامعة الأزهر: إن المس الشيطاني له معان منها الصرع كما في قوله تعالي: (كالذي يتخبطه الشيطان من المس...), وهناك أيضا  الوسوسة  (فوسوس لهما الشيطان..) وهناك اللمس ومنه قوله صلى الله عليه وسلم:
"ما من مولود الا نخسه الشيطان فيستهل صارخاً من نخسة الشيطان
الا ابن مريم وأمه".. والسحر هو أحد أسباب المس الشيطاني كما ثبت في
 الصحيحين من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها من أن النبي صلى
 الله عليه وسلم, سحره يهودي من يهود بني رزيق يقال له لبيد بن
 الأعصم حتى يخيل اليه أنه كان يفعل الشيء ولا يفعله فمكث كذلك
ما شاء الله أن يمكث ثم قال يا عائشة: "أشعرت بأن الله أفتاني فيما
 استفتيته فيه أتاني ملكان, فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي ما شأن الرجل? قال: مطبوب, قال: من طبه? قال: لبيد بن الأعصم, قال في ماذا? قال: في مشط ومشاطه وجف طلعة الذكر تحت راعوفة (وهي صخرة تترك في أسفل البئر) في بئر ذي أوران فجاء بالبئر واستخرجه ", وفي هذا الحديث دلالة على أن المس الشيطاني قد يحدث بالسحر وقد يحدث بغيره كما أن فيه دليلا على تأثير السحر في الواقع حيث كان يخيل اليه صلى الله عليه وسلم أنه كان يفعل الشيء ولا يفعله, وعليه فلا يستبعد أن يرى المسحور أحلاما مزعجة أو أن يتخيل الشيء على غير حقيقته أو يرى الانسان على غير هيئته كأن يراه في صورة حيوان مثلا.
المقال منشور على الرابط التالي اضغط هنا ( السياسة الكويتية )
لمشاهدة صورة المقال اضغط هنا

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا برأيك ولا تمر مرور الكرام