ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف

هناك مجموعة من الفقراء أصبحت تمتهن التسول وتعتبره فنا وحرفة وبدلا من أن يحاولوا بذل المزيد من الجهد ليحصلوا على قوت يومهم بشرف ونزاهة يلجأون للتسول وبصور متعددة منها المشي على هيئة أعمى يسحبه آخر موهما إياك بالفقر والحاجة  ومنها المشي على عكازين ومنها أن يركب المتسول كرسيا خاصا بالمعاقين ليوحي لنا أنه معاق وغيرها من الصور الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى وأصبح بإمكان أي فرد فينا تمييز المتسول من غيره وخاصة النصابين منهم 
ولكن اليوم حدثت معي قصة تؤكد لي أننا قد نظلم بعض الناس ونحكم عليهم بصورة خاطئة فبينما كنت سائرا في إحدى المدن  وقد أرهقني الجو وتملكني التعب إذا بشاب يحمل مناديلا ويمر على الناس ليبيعها....................؟؟؟؟؟؟؟
والمعروف أن من يفعل ذلك في الغالب إنما هو متسول ولكن بصورة أفضل قليلا 
فما إن اقترب مني حتى  قلت لنفسي لا تعطه شيئا لئلا يتعود على ذلك ويتخذها حرفة تصرفه عن العمل الجاد الشريف لأنهم يريدون المال ويتسترون تحت عباءة بيع المناديل
وبعد أن مر بجانبي تذكرت قوله تعالى : " وأما السائل فلا تنهر " وقوله صلى الله عليه وسلم : " اتق النار ولو بشق تمرة "
فقررت مسرعا  أن أعطيه مبلغا من المال و لا آخذ منه شيئا 
فما إن أعطيته المال حتى أعطاني المناديل فقلت له لا أريد مناديلا وإنما هو لك 
وهنا كانت المفاجأة بكى الشاب وحزن جدا وقال .... والله لو لم تأخذ المناديل مني فلن أقبل منك مليما واحدا لا تحرجني بتصرفك هذا ...
فحزنت حزنا شديدا وقلت في نفسي لقد ظلمت نفسي بسوء ظني لهذا الشاب وعرفت أن هذا البائع هو الذي يصدق عليه قوله تعالى " ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف .."