علماء الأزهر: الانتحار خروج عن الإسلام وللاحتجاج ضوابط شرعية

الخميس، 20 يناير 2011

أفتى أعضاء مجمع البحوث الإسلامية، بالأزهر الشريف، بحرمة إقدام بعض الناس على الانتحار بحرق أنفسهم، احتجاجا على فشلهم في حل بعض المشكلات التي يواجهونها، مؤكدين أن إقدام أي شخص على فعل قد يؤدي إلى هلاك النفس، هو انتحار محرم شرعا يودي بصاحبه إلى النار، ويخرجه من ملة الإسلام.

وندد علماء الأزهر بالفتاوى المتشددة التي انطلقت عبر المدونات ومواقع الإنترنت، تطالب شباب الدول الإسلامية بإحراق أنفسهم والخروج على الحكام، والثورة في بلدانهم سعيا نحو التغيير، مؤكدين أن التغيير له ضوابط شرعية، وأن تلك الدعوات تتنافى مع ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وتتعارض مع مقاصد الشريعة الإسلامية التي جاءت لحفظ النفس والبدن.

وقال الدكتور عبد المعطي بيومي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وعميد كلية أصول الدين الأسبق، إن هذه الظواهر التي يقع فيها الانتحار بحرق النفس عن قصد إرادة حرة، والتي يبدو فيها قصد التقليد للشاب التونسي، هو انتحار يأثم فاعله إثما عظيما، لقول الرسول صلى الله عليه، "من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا"، وهذا عقاب كبير يخرج من أقدم عليه من الإيمان إذا استحل لنفسه ذلك بعد علمه بتحريمه، لأنه يظهر السخط وهدم بنيان الإنسان، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول، "الإنسان بنيان الله ملعون من هدمه" وننصح الشباب الذين تسول لهم أنفسهم هذه الوسيلة للحصول على بعض المكاسب، أو استخدامها كاحتجاج سياسي، فإنه يخطئ خطأ في حق نفسه باعتقاده بإصلاح غيره، وهناك وسائل كثيرة بديلة للإصلاح تحفظ النفس والبدن، وله من هذه الوسائل السلمية ما يحقق حفظ النفس كمقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية وحفظ الغير، ولا يمكن أن تحفظ مقاصد الشريعة بهلاك النفس.

وناشد الفقهاء الذين يطلقون فتاوى تبيح الانتحار وتدعو للخروج على الحكام في الدول الإسلامية قائلين، ما كان العنف سبيلا أبدا إلى السلم، فالعنف يولد العنف، والدم يلد الدم، وكما قال الله تعالى، "والفتنة أكبر من القتل"، فالانتحار بكل أشكاله وأنواعه حرام، وهو يأس وهلع وقنوط من رحمة الله، وأنه "لا ييأس من رحمة الله إلا القوم الكافرون"، والمسلم معرض للابتلاءات، وعليه أن يصبر عليها حتى ينجو.
ومن جانبه، حذر الدكتور رأفت عثمان، عضو مجمع البحوث الإسلامية عميد كلية الشريعة الأسبق، مما وصفه بـ "فتاوى سفك الدماء"، وقال، إن المبررات التي دفعت بأحد الشباب التونسيين لإحراق نفسه، لا توجد في مصر، فالوضع مختلف بين البلدين، فهناك في تونس ارتكب الحاكم أمورا تناقض ما هو معلوم من الدين بالضرورة، كقواعد الميراث التي نصت عليها نصوص قطعية الدلالة في القرآن الكريم والسنة النبوية، فقد بينا بصورة قاطعة لا لبس فيها ولا احتمال، أن الميراث بين الأخوة والأخوات يكون بإعطاء الذكر ضعف نصيب الأنثى، وهو ما ورد في قول الله تعالى، "يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين"، كما صدر قانون هناك يحرم المباح، فمنع تعدد الزوجات، وأصبح من يتزوج مرة أخرى على زوجته يعاقب بالسجن، وأما من يرافق امرأة أخرى غير زوجته فلا موضع لمساءلته، كما أن من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة، وجوب احتشام المرأة بستر جسدها مع الترخص في الوجه والكفين، ومع ذلك فقد صدر القانون في عهد الرئيس زين العابدين بن على ليمنع الحجاب في المدارس والجامعات وكافة مؤسسات الدولة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا برأيك ولا تمر مرور الكرام