تذكير الأنام بحكم عيد الأم في الإسلام

الخميس، 21 مارس 2013


بقلم فضيلة الدكتور / إسماعيل عبد الرحمن .
لقد اعتنى الإسلام بالوالدين أشد اعتناء واهتمام فقد أمر الله عزوجل بالإحسان إليهما بعد الأمر بعبادته جل وعلا في قوله تعالى : " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا " كما أمر جل وعلا بالاعتراف بجميلهما وشكرهما بعد شكره سبحانه وتعالى في قوله تعالى : " أن اشكر لي ولوالديك إلى المصير"  .
وأكد النبي صلى الله عليه وسلم على الإحسان إليهما وبين منزلته  في حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال : " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت : يا رسول الله ، أي العمل أفضل ؟ قال : ( الصلاة على ميقاتها ) . قلت : ثم أي ؟ قال : ثم بر الوالدين قلت : ثم أي ؟ قال : الجهاد في سبيل الله  . فسكت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو استزدته لزادني" . ( متفق عليه )
وقد حظيت الأم بأولية البر والإحسان وذلك لأنها عانت وتعبت في حملها لولدها وإرضاعه وتربيته قال تعالى : " ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير" وقوله تعالى :" حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا " .
 كما أوصى الله عزوجل بالوالدين وقدم الأم في ذلك ففي الحديث : "إن الله تعالى يوصيكم بأمهاتكم - ثلاثا -، إن الله تعالى يوصيكم بآبائكم - مرتين - إن الله تعالى يوصيكم بالأقرب فالأقرب " ( أخرجه السيوطي ) .
وكرر النبي صلى الله عليه وسلم الوصية بها ثلاث مرات قبل الوصية بالأب ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك  . قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك  قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك قال : ثم من ؟ قال : ثم أبوك ) .متفق عليه )
ولعظم قدر الأم ومنزلتها كان برها وكذا الوالد من الأبواب الموصلة إلى الجنة ففي الحديث :" الوالد أوسط أبواب الجنة ، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه " ( أخرجه الترمذي) .
ومن هذه النصوص ونحوها  يتضح تكريم الإسلام للوالدين خاصة الأم أما تحديد يوم معين وجعله عيدا لها ففيه نظر لما يلي :
1-    أن الإحسان إلى الوالدين والأم خاصة مطلوب الدوام والثبات عليه بل في كل يوم ووقت دون انقطاع لأن مقابله الإساءة وهي من العقوق وكبائر الذنوب .
2-    أن أعياد الإسلام عيدان فقط هما عيد الفطر وعيد الأضحى ولم ينقل عن عصر النبوة أو العصور التالية من سلف هذه الأمة أنهم جعلوا للأم يوما أو عيدا يكرمونها فيه ولذا كان هذا التحديد بدعة .
3-    أن البدعة هنا ليست حسنة لأن هذا اليوم المذكور عيد الأم الحادي والعشرين من مارس ما هو إلا عيد النيروز وهو إسم لعيد الفرس وكذا القبط وكذا كان في الجاهلية . 
أما الجاهلية فإن النبي صلى الله عليه وسلم عندما قدم المدينة المنورة كان لأهلها يومان يلعبون فيهما في الجاهلية هما يوم النيروز والمهرجان فقال إن الله تعالى أبدلكما بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم النحر ، وفيه دليل على أن تعظيم النيروز والمهرجان ونحوهما منهي عنه .
أما القبط بل الفراعنة فكان عيد النيروز أول سنتهم الفلكية وهو أول السنة القبطية وهذا هو يوم الزينة في قوله تعالى : " قال موعدكم يوم الزينة " على رأي بعض العلماء منهم الضحاك الذي رواه عن ابن عباس رضي الله عنهما .    والنيروز هو عيد رأس السنة الفارسية معرب نوروز وهو أول يوم تتحول فيه الشمس إلى برج الحمل والمهرجان أول يوم الميزان وهو عيد الخريف عند الفرس .
4-    روي أن النعمان بن المرزبان أبو ثابت جد أبو حنيفة أهدى لعلي رضي الله عنهم الفالوذج – نوع من الحلوى - في يوم النيروز فأكل منه وقال : ما هذا ؟ يوم النيروز فقال نورزونا كل يوم أو فاصنعوا كل يوم نيروزا .                      قال البيهقي رحمه الله وفي هذا : الكراهة لتخصيص يوم بذلك لم يجعله الشرع مخصوصا به .
5-    أن أكثر أهل العلم كرهوا إفراد هذا اليوم بالصوم إذا لم يكن له عادة وفي ذلك يقول ابن قدامة المقدسي رحمه الله تعالى ( ويكره إفراد يوم الجمعة ويوم السبت ويم الشك ويوم النيروز والمهجران إلا أن يوافق عادة ) .
6-    إن مشابهة غير المسلمين بتعظيم عيدهم فيه خطر عظيم أكده عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما في قوله : من بنى ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت حشر معهم يوم القيامة .
7-    أن البهائية التي انتشرت في القرن التاسع عشر الميلادي على يد حسين على نوري الفارسي الملقب بالبهاء الذي ادعى النبوة وجعل الصلاة تسع ركعات والقبلة عكا وأبطل الحج وأوصى بهدم البيت الحرام وانتشرت أتباعه في بعض الدول العربية ومنها مصر يجعلون السنة عندهم تسعة عشر شهرا والشهر تسعة عشر يوما وعيدهم هو يوم النيروز 21 مارس .
وبعد الوقوف على حقيقة يوم 21 مارس اتضح لنا أنه يوم يفرح به المجوس والبهائيون لأنه عيدهم فلا يجوز لنا نحن كمسلمين أن نفرح بهذا اليوم فنكرم الأم فيه هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن هذا الفعل لم يرد فيه دليل شرعي  وإنما هو من البدع المستحدثة إضافة إلى أن فيه تشبهاً بغير المسلمين ومن تشبه بقوم حشر معهم .

والله تعالى أعلى وأعلم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
www.alazhary2.blogspot.com

1 التعليقات:

غير معرف يقول...

بارك اللة فيك ياشيخنا الفاضل وانا فخورة بيك اوى ان حضرتك بدرس لى

إرسال تعليق

شاركنا برأيك ولا تمر مرور الكرام