د.اسماعيل عبدالرحمن
الاستاذ بجامعة الأزهر – رئيس فرع الرابطة بدمياط
إن المستعرض لمصادر التشريع الإسلامى وتاريخه المجيد يرى أنه يمكن استخلاص عوامل تحقيق أمن المجتمع فى الإسلام ، وأهمها ما يلى :
الاستاذ بجامعة الأزهر – رئيس فرع الرابطة بدمياط
إن المستعرض لمصادر التشريع الإسلامى وتاريخه المجيد يرى أنه يمكن استخلاص عوامل تحقيق أمن المجتمع فى الإسلام ، وأهمها ما يلى :
العامل الأول: الإيمان بالله
تعالى.. الإيمان مصدر أمن، وأصله من الأمن ضد الخوف، وهو كما عرفه
العلماء: اعتقاد بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالأركان. ولذا فالعلاقة بين
الأمن النفسى والإيمان علاقة وطيدة وراسخة؛ لأن مادة الكلمة فيهما واحدة
وهى (أمن) ضد الخوف، ومن هنا كان الإيمان بالله تعالى من أهم العوامل التى
تكسب النفس راحة ورضا ويقينًا وأمنًا ليس فى الآخرة فحسب بل فى الحياة
الدنيا .
قال تعالى: "الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ" .
فالآية الكريمة حددت شرطين
للأمن: الإيمان بالله تعالى، وعدم الشرك، وفى ذلك يقول ابن كثير رحمه الله:
الذين أخلصوا العبادة لله وحده لا شريك له لا يشركون به شيئًا هم الآمنون
يوم القيامة المهتدون فى الدنيا والآخرة، والأمن فى الآية كما أرى - والله
تعالى أعلى وأعلم- مطلق فيحمل على جميع أحواله وأزمنته سواء كان فى الدنيا
أم كان فى الآخرة .
والإيمان بالله تعالى هو العامل الأهم فى أمن النفس وطمأنينتها وكذا المجتمع وعنه ومنه تتفرع باقى العوامل .
ومما يؤكد أهمية الإيمان
ودوره فى أمن المجتمع قوله تعالى: "الَّذِينَ إن مَّكَّنَّاهُمْ فِى
الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا
بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ"
وقوله تعالى: "وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً
مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ
فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ
وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ". وقوله تعالى: "وَعَدَ اللَّهُ
الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم
فِى الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِى ارْتَضَى لَهُمْ
وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِى لَا
يُشْرِكُونَ بِى شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ
الْفَاسِقُونَ" .
وفيها يقول عمر بن عبد
العزيز:"ألا إنها ليست على الوالى وحده، ولكنها على الوالى والمولى عليه،
ألا أنبئكم بما لكم على الوالى من ذَلكم، وبما للوالى عليكم منه" إن لكم
على الوالى من ذلكم أن يؤاخذكم بحقوق الله عليكم، وأن يأخذ لبعضكم من بعض،
وأن يهديكم للتى هى أقوم ما استطاع، وإن عليكم من ذلك الطاعة غير المبزوزة
ولا المستكرهة، ولا المخالف سرها علانيتها .
العامل الثاني: تطبيق أحكام الشريعة فى كل جوانب الحياة .
هذا التطبيق يكون تطبيقًا
تدريجيًا على مراحل يتم خلالها وضع خطة عامة وشاملة فى كل مؤسسات الدولة
للعمل على إعداد المجتمع، وتهيئته للتطبيق وإعلام المعارضين بحقيقة الشريعة
الإسلامية، وشمولية أحكامها والمقاصد التى أتت لتحافظ عليها من الضروريات
الخمس، وهي: الدين والنفس والعقل والمال والعرض .
وليس فى حكم من أحكامها مفسدة أو مضرة، كما يتوهم البعض بل فيها كل الخير والصلاح والأمن والاستقرار .
2 التعليقات:
جزاك الله كل خير شيخنا الفضيل وأفادكم الله ووسع عليك من علمه وادعوا لنا الله ان ان يرزقنا بالإيمان حتى نتمتع بالامان
اللهم أزرقنا الايمان والأمان
إرسال تعليق
شاركنا برأيك ولا تمر مرور الكرام