شاهدت يوم الأربعاء الماضي ليلة الثامن والعشرين من رمضان على قناة الحافظ
مقطعا لشاب أمسك بالمصحف الشريف ومزقه ورمى به في القمامة وسبه بألفاظ بذيئة وكما
نعلم فإن القرآن الكريم الكريم هو كلام الله تعالى وكتابه العزيز وهو نور السماء
الذي هدانا الله تعالى به على يد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو جزء من
عقيدتنا من لم يغر عليه وعلى حرمته فهو ناقص الإيمان .
أما حكم المجرم الذي فعل ما سبق فقد أتى صريحا في حق المنافقين الذين
استهزؤوا بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : " وَلَئِن
سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ
وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ
كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ
طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ " {التوبة/ 65، 66} والآية صريحة
في كفر كل من استهزئ بالله عزوجل أو بآياته أو برسوله صلى الله عليه وسلم ولذا فإن
الحكم في المجرم الذي مزق المصحف الشريف وسبه ورماه في القمامة أنه كافر والعياذ بالله تعالى إن كان مسلما لأنه
ارتكب كل أنواع الردة سواء كانت بالقول أو بالفعل أو بالترك وقد ارتد بهذا الفعل الذي تهتز له الجبال التي
تعرف قدر كلام الله عزوجل قال تعالى : " لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ
عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ
وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ " {الحشر/21}
.
وفي ذلك يقول الإمام النووي رحمه الله : الردة هي أفحش
أنواع الكفر وأغلظها حكماً، وهي قطع الإسلام ويحصل ذلك تارة بالقول الذي هو كفر
وتارة بالفعل والأفعال الموجبة للكفر هي التي تصدر عن تعمد واستهزاء بالدين صريح
كالسجود للصنم أو للشمس وإلقاء المصحف في القاذورات والسحر الذي فيه عبادة الشمس .
( روضة الطالبين )
وأما حكم الإسلام في المرتد فالجمهور يستحبون استتابته
وإمهاله ثلاثة أيام فإن ندم وتاب عفا الله تعالى عنه وإلا قتل حدا لقوله صلى الله
عليه و سلم : " مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ " ( أخرجه البخاري
والنسائي وغيرهما ) وقوله صلى الله عليه وسلم : " لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ
مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ
إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ النَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالثَّيِّبُ الزَّانِي
وَالْمَارِقُ مِنْ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ " ( أخرجه الشيخان
وغيرهما ) .
وفي حالة قتله على الردة والعياذ بالله فلا يغسل ولا
يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين لأنه ليس منهم والله تعالى أعلى وأعلم .
الدكتور إسماعيل عبد
الرحمن
الأستاذ بجامعة الأزهر
رئيس فرع الرابطة العالمية
لخريجي الأزهر بدمياط
0 التعليقات:
إرسال تعليق
شاركنا برأيك ولا تمر مرور الكرام