مكانة مصر وفضلها في عيون علماء السعودية دعوة لوحدتنا وقوتنا

إن ما قام به علماء المملكة العربية السعودية الأفاضل من معايشة التطورات والأحداث السياسية في مصرنا هذه الأيام دليل على عمق العلاقة بين الشعبين المصري والسعودي ومن جهة ثانية تأكيد على منزلة مصر ومكانتها ودورها في العالمين العربي والإسلامي بل والعالم كله ومن جهة ثالثة دعوة للمصريين جميعا لتحقيق هذه المكانة وتلك المنزلة التي أثبتها التاريخ لمصر عبر العصور والدهور .
ولمواصلة هذا الدور الذي ازداد قوة ورفعة بعد دخول مصر الإسلام لتواصل عطاءها بشتى جوانبه ومنه الجانب الاجتماعي والإنساني حينما كانت تهب لنجدة الدول المجاورة وتغيثها بالمعونة والطعام في أيام المجاعات ومنه الجانب الثقافي والعلمي والفكري الذي تولى قيادته الأزهر الشريف أكثر من ألف عام ينشر دعوة الإسلام وعلوم الشريعة في شتى بقاع المعمورة ومنها الجانب العسكري التي تمثل في المشاركة المؤثرة في الدفاع عن الأمة العربية والإسلامية
وقيام ثورة الشعب المصري في الخامس والعشرين من يناير ما هي إلا سلسلة من حلقات تصحيح المسار لعودة مصر إلى مكانتها وريادتها وعزتها وقوتها ويلزم لذلك رفع الظلم  والمعاناة عن الطبقة الكادحة وتحقيق العدل والمساواة بين أفراد الشعب وجمع كلمته لتحقيق تلك الأهداف .
ولكن الصراعات الفكرية والثقافية والسياسية بين الأحزاب والتكتلات والجماعات والانتماءات في مصرنا هذه الأيام أبرز بعض السلبيات التي أثرت على البلاد والعباد حينما رأينا البعض يقدم مصلحته أو مصلحة حزبه وفكره على مصلحة الوطن ودليل ذلك انقلاب الحوار من أجل الوطن إلى نزاع وشقاق وبغض وعداء ونسينا قول ربنا جل وعلا : " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين " .
ولو التزم جميع المتحاورين والمتصارعين فكريا وحزبيا أحكام شريعتنا في هذا المقام لما وصل الحال إلى ما وصلنا إليه هذه الشريعة التي تأمرنا بالمجادلة الحسنة في مجال الدعوة إلى الله عزوجل مع بعضنا البعض ومع غيرنا يقول ربنا جل وعلا : " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " وقال تعالى : " ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن  .
لقد أخلص علماء السعودية في دعوتهم لجمع كلمتنا على محبة مصر ورفعتها التي هي رفعة للأمتين العربية والإسلامية .
دكتور / إسماعيل عبدالرحمن
أستاذ أصول الفقه المساعد بجامعة الأزهر
عميد مركز الثقافة الإسلامية ببورسعيد