فــطــنـــة الإمــام أبوحنيفة النعمان

السبت، 7 يونيو 2014

قصد رجل الإمام ابو حنيفة النعمان رحمه الله و قال له :
ما تقول : في رجل لا يرجو الجنة ، ولا يخاف من النار ،
ولا يخاف الله تعالى ، ويأكل الميتة ، ويصلي بلا ركوع
ولا سجود ، ويشهد بما لم يره ، ويبغض الحق ، ويحب الفتنة ،
ويفر من الرحمة ، ويصدق اليهود والنصارى ؟
فقال : أبو حنيفة للرجل وكان يعرفه شديد البغض له :
يا هذا ، سألتني عن هذه المسائل ، فهل لك بها علم ؟
قال الرجل : لا .
فقال : أبو حنيفة لأصحابه ما تقولون في هذا الرجل ؟
قالوا : شر رجل ، هذه صفات كافر .
فتبسم أبو حنيفة ، وقال لأصحابه : هو من أولياء الله
تعالى حقا .
ثم قال للرجل : إن أنا أخبرتك أنه من أولياء الله
فهل تكف عني أذاك وسوء لسانك ؟
قال : نعم .
قال أبو حنيفة : أما قولك لا يرجو الجنة ولا يخاف النار ،
فهو يرجو رب الجنة ، ويخاف رب النار .
وقولك : لا يخاف الله ، فإنه لا يخاف الله تعالى أن يجور
عليه في عدله وسلطانه ،
قال تعالى : ( وما ربك بظلاَّّم العبيد ) .
وقولك : يأكل الميتة فهو يأكل السمك .
وقولك : يصلي بلا ركوع أو سجود ، أراد الصلاة على النبي
صلى الله عليه وسلم أو صلاة الجنازة .
وقولك : يشهد بما لم يره اراد شهادة ان لا اله الا الله .
وقولك : يحب الفتنة ، أراد أنه يحب المال والولد .
قال تعالى : ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة ) .
وقولك : يفرّ من الرحمة ، أراد أنه يفرّ من المطر
وهو غيث ورحمة .
وقولك : يصدق اليهود والنصارى ،
أراد قوله تعالى : ( وقالت اليهود ليست النصارى
على شيء ، وقالت النصارى ليست اليهود على شيء ) .
فقام الرجل وقبَّل رأس الإمام أبو حنيفة ، وصار من أتباعه .

__________________________________________
المصدر / مناقب الإمام أبو حنيفة النعمان .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا برأيك ولا تمر مرور الكرام