الدكتور إسماعيل عبد الرحمن بطاجيكستان : " الإسلام دين يحقق أمن البلاد والعباد وينبذ التطرف والإرهاب "

الخميس، 23 يوليو 2015


شارك فضيلة الأستاذ الدكتور إسماعيل عبد الرحمن - الأستاذ بجامعة الأزهر رئيس فرع الرابطة العالمية لخريجي الأزهر بدمياط - ممثلا عن الرابطة العالمية لخريجي الأزهر ورئيسها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر  في المؤتمر العالمي ( الإسلام ضد التطرف الديني والإرهاب ) و المنعقد بمدينة دوشنبه بطاجيكستان في 6،7/10/1436هـ الموافق 22،23/7/2015م  وقدم فضيلته بحثا بعنوان ( أسباب نمو الجماعات المتشددة في الدين ومراحل القضاء عليها ) .
وألقى فضيلته الكلمة في الجلسة الأولى للمؤتمر مثمنا دور الأزهر الشريف في خدمة الإسلام والمسلمين واعتباره منارة الوسطية في العالم وتحدث في  كلمته عن أسباب نمو الجماعات المتشددة في الدين .
وهذا جزء من كلمة فضيلة الأستاذ الدكتور إسماعيل عبد الرحمن بالمؤتمر :
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع هداهم إلى يوم الدين .. وبعد ،
    فإن الإسلام دين الوسطية التي تنفي الغلو والتشدد كما تنفي التحرر والتحلل من إحكام الدين .
    الإسلام دين يحمي مقومات الحياة ويحافظ عليها من خلال الضروريات الخمس , دين يسعى لعمارة دنيا المسلم بالعمل الصالح ومن ثم تعمر آخره , دين يحقق امن العباد والبلاد وينبذ الفساد والتطرف والإرهاب .
    وقد حرصت دولة طاجيكستان على تأكيد هذه المعاني السامية ونفي التطرف والإرهاب عن دين الإسلام بعقد هذا المؤتمر والمعنون بـ:( الإسلام ضد التطرف الديني والإرهاب )
    والذي يشرفني أن أشارك فيه ممثلا لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر ورئيس الرابطة العالمية لخريجي الأزهر الذي يثمن هذا العطاء الفكري البناء لدولة طاجيكستان التي جمعت كوكبة من علماء الإسلام ومفكريه لبحث هذه القضية التي مزقت وحدتنا وفرقت كلمتنا وشوهت صورتنا
    فلدولة طاجيكستان الحبيبة شعبا وحكومة ورئيسا وافر الشكر والتقدير مع خالص الدعاء بأن يديم الله تعالى عليهم نعمة الأمن والإيمان - وكذا بلاد الإسلام- بل والعالم بأسره .

    ويسعدني في هذا المقام أن أضع لبنة من لبنات هذا المؤتمر الميمون ببحثي المندرج في المحور الثاني , وقد سميته : "أسباب نمو الجماعات المتشددة في الدين ومراحل القضاء عليها "
وقد حصرت أهم أسباب نمو الجماعات المتشددة في الدين في خمسة أسباب :
السبب الأول : الغلو في الدين .
السبب الثاني : تجاهل وسطية الإسلام وتعمد التخلي عنها .
السبب الثالث : تقصير الجهات المسئولة في تحصين المجتمع ضد الأفكار المتشددة في الدين والمتحررة منه على حد سواء .
السبب الرابع : انتشار وسائل  الاتصال الحديثة والتكنولوجيا المعاصرة .
السبب الخامس : الفقر والحاجة
وماأ أما عن مراحل القضاء على الجماعات المتشددة في الدين في المجتمعات الإسلامية فقد قسمتها إلى ثلاث مراحل  :
المرحلة الأولى : تحصين المجتمع ضد الفكر المتشدد في الدين .
المرحلة الثانية : التناصح والتحاور مع المتشددين في الدين .
المرحلة الثالثة : وضع العقوبات الرادعة للمتشددين في الدين الذين ألحقوا الضرر بغيرهم أفرادا أو مجتمعات.
واختتم فضيلته الكلمة بمجموعة من النتائج والتوصيات ومنها :
1-         تشكيل لجنة مختارة من رجال العلم الشرعي والفكر الوسطي والتربويين لوضع مقررات دراسية تحمي الطلاب من التشدد في الدين ومن التحرر منه وفي جميع المستويات :
ففي المرحلة الجامعية تقرر مادة الثقافة الإسلامية – المقررة في الدول الخليج العربي – فتعمم ويعدل محتواها لتبني على قواعد تحصين المجتمع الست : بيان وسطية الإسلام والتحذير من الغلو في الدين وتكفير المسلم وقتل النفس وبيان عقيدة الخوارج وتعزيز الانتماء الوطني .
وفي المرحلة الثانوية تقرر مادة الحصانة الفكرية لطلاب المرحلة الثانوية يتضمن محتواها نفس القواعد الست ولكن بما يتناسب مع طلاب المرحلة الثانوية .
2- جعل مادة التربية الدينية مادة أساسية في جميع مراحل التعليم حتى تنمي لدى الطلاب القيم الأخلاقية والثوابت الدينية والانتماء الوطني.
3- التنسيق مع القنوات الفضائية ووسائل الإعلام لتخصيص ساعات محددة أسبوعيا لعرض برنامج الحصانة الفكرية ضد الغلو والتطرف بنوعيه يتناول هذا البرنامج قواعد التحصين الست.
4-إلزام الجهات المعنية وجميع وسائل الإعلام عند عرض أي مادة تتعلق بالدين وعلوم الشريعة بالرجوع إلى الجهات المسئولة  عن الدعوة .
5-فتح باب الحوار العلني مع كل صاحب فكر متطرف متشددا كان أو متحررا وتخصيص مجموعة من أهل العلم المهرة المتخصصين ورجال الفكر الوسطي لرد الشبهات وتصحيح المفاهيم .
6-دعوة الغلاة والمتشددين إلى التوبة والرجوع إلى منهج الإسلام القويم مع تعهد رجال الدولة بتأمينهم والحفاظ عليهم وتوفير سبل المعيشة الكريمة لهم ولأسرهم .
7-تجفيف منابع التطرف والإرهاب المادية والإعلامية من خلال آلية دولية تتبناها المنظمات العالمية بوضع العقوبات الزاجرة لمن يمد الإرهاب ماديا أو إعلاميا .
8-تشديد العقوبات في قوانين الدول على مرتكبي الجرائم الإرهابية وإصدار أحكام ناجزة ورادعة لكل إرهابي ومتطرف ألحق ضررا بالإفراد والممتلكات الخاصة والعامة – إلا من تاب منهم - ولابد من إقرار هذه العقوبات دوليا حتى لا تأتي دولة باطنها الإرهاب وظاهرها السلام فتعترض على هذه العقوبات لتمكن الإرهابيين من تدمير أوطانهم وحينئذ يسعد أعداء الإسلام والمسلمين لذهاب وحدتنا و قوتنا وعزتنا .
9-توفير الإمكانيات المادية التي تمكن رجال الدعوة ومؤسساتها في الدول الإسلامية من توسيع نطاق نشر الوعي الديني وتجديد آليته وخطابه بما يتناسب مع مقتضيات العصر وأعراف الناس ومستجدا تهم دون التعرض للثوابت الدينية والأخلاقية والوطنية .
10-تجميع جهود الإعلام في الدول الإسلامية والتنسيق بينها في برنامج موحد بعنوان ( الحصانة الفكرية ضد طرفي الوسطية ) يتولي إعداد المادة العلمية الأزهر الشريف بالتعاون مع جميع المؤسسات الدعوية والتعليم الشرعي في الدول الإسلامية  بإشراف منظمة الدول الإسلامية للثقافة والتعليم مع تحديد ساعات أسبوعية لإذاعتها في جميع الدول الإسلامية .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا برأيك ولا تمر مرور الكرام