أحكام التثاؤب في الإسلام

السبت، 20 أبريل 2013

بقلم فضيلة الشيخ الدكتور إسماعيل عبد الرحمن
 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين...... وبعد
نتحدث في هذا الموضوع عن التثاؤب وأسبابه والعلاقة بينه وبين الشيطان و حكمه بصفة عامة وحكمه في الصلاة وعند قراءة القرآن وحكم دفع التثاؤب وكيفية دفعه وعلة دفعه بهذه الكيفية وعلاقة التثاؤب بالحسد.
تعريف التثاؤب :
التثاؤب فترة تعتري الشخص فيفتح عندها فمه أو هو التنفس الذي ينفتح منه الفم لدفع البخارات المختلفة من عضلات الفك .
أسباب التثاؤب :
يرجع التثاؤب عادة إلى امتلاء البطن وثقل النفس .
العلاقة بين التثاؤب والشيطان :
أكدت السنة المطهرة عمق العلاقة بين الشيطان والتثاؤب فقال صلى الله عليه وسلم : " التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع " متفق عليه .
وفي رواية البخاري رحمه الله : " إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا عطس فحمد الله فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان فليرده ما استطاع إذا قال ها ضحك منه الشيطان" وسر إضافة التثاؤب إلى الشيطان يرجع إلى سببين : الأول أنها إضافة الرضا والإرادة – كما ذكر ابن بطال رحمه الله – أي أن الشيطان يحب أن يرى الإنسان متثائبا لأنها حالة تتغير فيها صورته فيضحك منه لا أن المراد أن الشيطان فعل التثاؤب .
والثاني كما قال النووي رحمه الله : أن الشيطان يدعو إلى الشهوات إذ يكون التثاؤب عن ثقل البدن واسترخائه وامتلائه والمراد التحذير من السبب الذي يتولد منه ذلك وهو التوسع في المأكل .
حكم التثاؤب بصفة عامة :
التثاؤب أمر فطري عند الإنسان وواقع ولكن التمادي فيه وعدم رده مكروه مطلقا ومما يؤكد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب " وعقب الخطابي رحمه الله : أن معنى المحبة والكراهة فيهما منصرف إلى سببهما وذلك أن العطاس يكون من خفة البدن وانفتاح المسام وعدم الغاية في الشبع وهو بخلاف التثاؤب فإنه يكون من علة امتلاء البدن وثقله مما يكون ناشئا عن كثرة الأكل والتخليط فيه والأول يستدعي النشاط للعبادة والثاني عكسه .
حكم التثاؤب في الصلاة وعند قراءة القرآن :
 إذا كان التثاؤب مكروها في غير الصلاة فهو فيها كما ذكر ابن حجر رحمه الله أشد كراهة لقوله صلى الله عليه وسلم : " التثاؤب في الصلاة من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع ". رواه الترمذي
وقال رحمه الله : ومما يؤمر به المتثائب إذا كان في الصلاة أن يمسك عن القراءة حتى يذهب عنه لئلا يتغير نظم قراءته .
وعمم القرطبي رحمه الله هذا الإمساك ليشمل قراءة القرآن خارج الصلاة فقال : ومن حرمته – القرآن الكريم – إذا تثاءب أن يمسك عن القراءة لأنه إذا قرأ فهو مخاطب ربه ومناج والتثاؤب من الشيطان .
وقال مجاهد رضي الله عنه : إذا تثاءبت وأنت تقرأ القرآن فأمسك عن القراءة تعظيما حتى يذهب تثاؤبك .
وقال عكرمة رضي الله عنه : يريد أن في ذلك إجلالا للقرآن .
حكم دفع التثاؤب :
أمر النبي صلى الله عليه وسلم بدفع التثاؤب وكظمه فقال صلى الله عليه وسلم :" إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فمه فإن الشيطان يدخل " أخرجه مسلم .
وفي رواية : " فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان " .
وقد حمل بعض أهل الأمر بدفع التثاءب على الوجوب وبعضهم حمله على الندب لأنه للتأديب والتعليم وأرى استحباب كظم التثاؤب ورده خارج الصلاة أما في الصلاة وعند قراءة القرآن فيكون واجبا .
وفي ذلك يقول ابن العربي المالكي رحمه الله : ينبغي كظم التثاؤب في كل حالة وإنما خص الصلاة لأنها أولى الأحوال بدفعه لما فيه من الخروج عن اعتدال الهيئة واعوجاج الخلقة .
وأرى قياسا على ذلك كظمه عند قراءة القرآن حتى لا يتغير نظم القراءة ويختل المعنى .
كيفية دفع التثاؤب :
 بين النبي صلى الله عليه وسلم كيفية دفع التثاؤب وكظمه بقوله صلى الله عليه وسلم : " ..فليمسك على فيه " .
ولذا فإن من السنة وضع اليد على الفم عند التثاؤب أو تغطية فمه بيده اليسرى وقد رأيت بعض مشايخنا رحمهم الله يردون التثاؤب بظهر اليد اليسرى وقيل يدفعه بإحدى يديه . وذكر ابن حجر رحمه الله أن وضع الثوب ونحوه في معنى وضع اليد على الفم .
علة دفع التثاؤب بهذه الكيفية :
 وضحتها السنة المطهرة في قوله صلى الله عليه وسلم :" فليرده ما استطاع إذا قال ها ضحك منه الشيطان ".
وقوله صلى الله عليه وسلم : " إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه فإن الشيطان يدخل " .
ولذا كان هناك سببان لدفع التثاؤب الأول حتى لا يسر الشيطان ويضحك لحالة المتثائب والثاني حتى لا يدخل الشيطان في الإنسان والشيطان وإن كان يجري من ابن آدم مجرى الدم لكنه _ كما ذكر ابن حجر رحمه الله تعالى – لا يتمكن منه ما دام ذاكرا لله تعالى والمتثائب في تلك الحالة غير ذاكر فيتمكن الشيطان من الدخول فيه ويحتمل أن يكون المراد التمكن منه .
علاقة التثاؤب بالحسد :
فلم أقف على دليل شرعي أو قول لبعض أهل العلم في ذلك وإن كان بعض العوام يربطون بينهما فيقولون لمن كثر تثاؤبه أنت محسود كما أنهم يحملون كثرة تثاؤب الراقي حال الرقية بأن السبب في ذلك هو الحسد
والله تعالى أعلى وأعلم .

د/ اسماعيل عبد الرحمن
الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف
www.alazhary2.blogspot.com

8 التعليقات:

Alaeddine يقول...

السلام عليكم،
موضوع وافي وغني بالمعلومات، لقد استفدت كثيرا كثيرا جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك مقبولا. آمين !

مدير الموقع يقول...

بارك الله فيك

اسماء المسيرى يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو من سيادتكم معرفة النتيجه لاننى قلقانه جدا

وجزاكم الله خير الجزاء

فادي الخطيب يقول...

اعزائي...انا اعلم لغز التثاؤب ...كلما المسلم تعوذ و قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فإذ به يتثائب.هذا يدخل على فرار افراد من الجن من داخد جسد المسلم عند ذكر الله.و يمكنكم ملاحظة ذلك بأنفسكم.و نجد ان التثاؤب قليل عند الكفار و المشركين.خلاصة الموضوع يوجد في جسد الانسان اكثر من جن و بذكر الله يفر عدد و يبقى عدد اخر عند التثاؤب.و هذا يحدث على الاغلب عند قراءة القران و الصلاة و هذا دليل على كلامي لان قران القران و الصلاة تهلك الجن داخل الجسد فلا يجد له مفر الامن عبر الفم و عند توسع الفم و الفك يخرج هاربا.والله اعلم و لكم مني الشكر

فادي الخطيب يقول...

اعزائي...انا اعلم لغز التثاؤب ...كلما المسلم تعوذ و قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فإذ به يتثائب.هذا يدخل على فرار افراد من الجن من داخد جسد المسلم عند ذكر الله.و يمكنكم ملاحظة ذلك بأنفسكم.و نجد ان التثاؤب قليل عند الكفار و المشركين.خلاصة الموضوع يوجد في جسد الانسان اكثر من جن و بذكر الله يفر عدد و يبقى عدد اخر عند التثاؤب.و هذا يحدث على الاغلب عند قراءة القران و الصلاة و هذا دليل على كلامي لان قران القران و الصلاة تهلك الجن داخل الجسد فلا يجد له مفر الامن عبر الفم و عند توسع الفم و الفك يخرج هاربا.والله اعلم و لكم مني الشكر

فادي الخطيب يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
فادي الخطيب يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
فادي الخطيب يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.

إرسال تعليق

شاركنا برأيك ولا تمر مرور الكرام