مفتى الجمهورية فى مقالة لـ"الواشنطن بوست": هناك من يستغل "الاحتجاجات النظيفة" للقيام بتصرفات منافية لتعاليم الإسلام..

الثلاثاء، 19 أبريل 2011

أكد الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية أن ما نعايشه الآن فى مصر هو لحظات جديرة بالمتابعة والملاحظة بل والاعتبار، ولا يمكن لأى شخص أن ينكر مدى سرعة وأثر التغيرات التى نعايشها الآن، وعلى رأس تلك التغيرات التى تبعث بالأمل هى التأكيد على سيادة القانون ومشاركة وتعاون كافة طوائف المجتمع المصرى فى الحياة العامة.

وأضاف جمعة فى مقالته لجريدة الواشنطن بوست الأمريكية، اليوم الثلاثاء، بناءً على طلب من هيئة التحرير بالجريدة، وذلك بعد الأصداء العالمية والإشادة الدولية بمقالة فضيلته فى جريدة النيويورك تايمز منذ أسبوعين، أن المرحلة الحالية مثل أية مرحلة انتقالية فى أية دولة بها قدر من القلق بل والغموض أحيانا، مؤكداً أن واجب كل المصريين أن يعملوا على تحقيق أهداف الثورة بصورة آمنة ومرضية، وأن نعمل جميعاً على تحقيق الاستقرار والأمن العام، والرفاهية الاجتماعية، وإرساء قيم الديمقراطية الحقيقية.


وقال المفتى: "يجب علينا كمصريين أن نواصل روح التعاون والنوايا الحسنة، وأن نلتزم جميعا بالقيم الأخلاقية التى حثت جميع الأديان عليها"، مؤكداً أنه ومن خلال التمسك بهذه القيم يمكننا أن نتغلب على الصعوبات والتحديات التى تصاحب أية ثورة اجتماعية أو سياسية، محذراً من قيام البعض عن عمد باستغلال الاحتجاجات النظيفة والمشروعة، والقيام ببعض التصرفات المناوئة للديمقراطية والمنافية لتعاليم الإسلام سعيا لتحقيق مآربهم الخاصة.


وأشار الدكتور على جمعة إلى أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت صعوداً للعنف من قبل المتشددين الذين استهدفوا أماكن تحتل أهمية دينية، سواء للمسلمين أو المسيحيين لدى غالبية الشعب المصرى المتدين بطبعه، وهذه تطورات هى بمثابة ناقوس الخطر لاسيما فى ضوء الوضع الذى تحياه البلاد فى هذا المنعطف الخطير، هذه الأحداث لابد أن تسترعى الانتباه، وأن يتم إيقافها حتى لا يتم المساس بقيمة الاندماج الدينى والاجتماعى للبلاد.


وقال المفتى: "حان الوقت لتكون مقاومة هذا الفكر المتشدد مطلبا قوميا من أجل مستقبل بلدنا الغالية من خلال العودة إلى منهج الأزهر الذى حمل لواء أهل السنة والجماعة عبر القرون، والذى لم ينكر الاجتهاد الفردى أو الجماعى، ولم ينكر أيضا الأخذ بالمذاهب الثمانية المعمول بها بجانب الأخذ بالمذاهب السنية الأربعة".


وشدد جمعة على أن هذا المنهج الشامل للتعليم الدينى الأزهرى، بالإضافة إلى وعيه بالقضايا المعاصرة يجعل الطلاب من شتى بقاع الأرض يفدون للدراسة بالأزهر، ثم يعودون إلى بلادهم لا بالعلم فحسب، ولكن بنوع من التدين المعتدل الذى وإن ظل متمسكا بالثوابت لكنه قادر على تناول احتياجات المجتمع الإسلامى الراهنة، وأشار فضيلته إلى أن الأمور التى تميز المنهج الأزهرى أنه يدرس علم الأخلاق الذى يتعلم فيه الإنسان أن يخلى قلبه من القبيح بما فيه من الكبر والعناد، وأن يحلى قلبه بالصحيح بما فيه الرجوع إلى المرجعية الصحيحة، وإلى العلم النافع، والتواصل مع المسلمين شرقا وغربا ومع أصحاب الديانات فى شتى بقاع الأرض.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا برأيك ولا تمر مرور الكرام