احذروا نار التكفير !!

الجمعة، 14 ديسمبر 2012

كثر في الفترة الاخيرة الحديث عن التكفير وجماعات التكفير التي بدأت تخرج من جحورها مرة اخري لتتحدث باسم الاسلام وكأنها الوحيدة التي تعلم صحيح الدين والامة كلها علي ضلال ولهذا نقول :إن من نواقض الإسلام التي تخرج الإنسان من الملة. أن يجحد أو ينكر ما علم من الدين بالضرورة» كأن ينكر أو يكذب شيئا ثابتا في كتاب الله أو سنة رسوله صلي الله عليه وسلم بأي نوع من أنواع الإنكار.. ومن هنا جاءت الآيات في سورة المائدة تتحدث عن التوراة التي جاء فيها حكم الله تعالي في الرجم وأنكروه. فجاءت الآية بعدها مباشرة تقول: "وَمَن لَمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ" "المائدة:44". لأنهم حرفوا الحكم الإلهي في التوراة بعد أن كان الرجم. فغيروه وبدلوه وحذفوه وجعلوا بدله التحميم والتجريس. إذن هم غيروا وبدلوا في حكم ثابت. فحكم الله عز وجل عليهم بالكفر.
أما تكفير الحكام. فالحاكم إذا قال إن شرع الله تعالي لا يصلح أن يكون حكما بيننا أو إن هذا الشرع كان في عهد نبينا محمد صلي الله عليه وسلم. ثم انتهي هذا العصر وأصبح القرآن الكريم غير صالح للحكم بين الناس أو لهداية الناس. هنا فقط نحكم عليه بالكفر. أما إذا لم يعمل بما في كتاب الله تعالي وبسنة رسوله صلي الله عليه وسلم مع اعترافه بأنهما أفضل من كل نظام أو تشريع فهذه معصية. ولا يستطيع أحد. كما هو الحال عند أهل السنة والجماعة. أن يكفر إنسانا فعل معصية. ومن ثم فلا نستطيع أبدا أن نحكم علي شخص معين بأنه كافر ولا علي من لا يطبق أحكام الله تعالي. إلا إذا أبدي وصرح بأن كتاب الله لا يصلح.
ويجب إصلاح ذلك الخلل الفكري بضرورة التفقه في الدين. كما حثنا علي ذلك النبي صلي الله عليه وسلم في قوله: ¢من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين¢. مشيرا إلي أن بعض الشباب هذه الأيام حين يقرأ كتابا في اتجاه معين أو مذهب معين وهو غير مطلع علي غيره من الكتب. فإنه يظن أن ذلك هو الدين. وأن غيره خروج علي الدين وهذا هو التعصب المذهبي المقيت الذي يفرق الأمة والذي يحقق لأعدائنا ما يريدون منا. والقرآن الكريم يقول لنا: "فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةي مِنْهُمْ طَائِفَةى لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ" "التوبة:122".
يجب علي شبابنا إذا أراد أن يتفقه في دينه أن يتدبر كتاب الله وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم في كل المراجع الإسلامية التي يمكنه أن يطلع عليها. لا في اتجاه معين. فمثلا حينما يقرأ بعض الشباب في بعض الكتب أن تارك الصلاة. سواء كان كسلا أو جحودا فهو كافر خارج من الملة وعليه أن يعتزل زوجته ولا يرث من أحد ولا أحد يرث منه. لأنه خرج من دين الله تعالي.. فإذا سألته هل هناك فرق بين الكسل والجحود؟ قال: لا. لأن الحديث يقول: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر". وهو لا يدري من دين الله عز وجل أن هذا الرأي ليس هو المعتمد عند جمهور العلماء. وأن هناك فرقا بين من يجحد ومن ينكر فرضية الصلاة وبين من يتكاسل عنها.
ونحذر الشباب المسلم من الانجراف وراء تلك الأفكار أو تلقيها من غير مصادر دينية معتمدة مؤهلة للعلم الشرعي الصحيح. لافتا إلي أن حاخامات اليهود عندما بحثوا عن طريقة لتفكيك وحدة المسلمين دون أن يظهروا في الصورة. اتفقوا علي تكوين لجان لبحث ما في كتب تراث المسلمين من خلافات وآراء غريبة غير مجمع عليها. وتصديرها للأمة الإسلامية فيتمسك بعضهم برأي والآخر برأي مخالف فيحصل بينهم الصدام والصراع كما هو حادث الآن. بالإضافة إلي الغلو والتطرف. وهذه مشكلة كبري يجب التصدي لها بكل حسم.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا برأيك ولا تمر مرور الكرام