الدكتور إسماعيل عبد الرحمن لإبراهيم عيسى : منكر عذاب القبر منكر للكتاب والسنة

الأحد، 27 يوليو 2014



بقلم فضيلة الدكتور / إسماعيل عبد الرحمن *
طالعتنا وسائل الإعلام منذ أيام بخبر على لسان الإعلامي إبراهيم عيسى بعنوان " مفيش عذاب في القبر " فحاولت التثبت من الخبر فتبين صحته حيث قال الإعلامي ابراهيم عيسى هداه  الله جل وعلا ببرنامجه مدرسة المشاغبين  : ( عملوا حكاية عذاب القبر لتخويف الناس مفيش عذاب قبر ) .
وهنا نوجه سؤالا لإبراهيم عيسى ومن على شاكلته ممن أنكروا عذاب القبر فأقول :
إذا ثبت بنص في الكتاب والسنة أو هما معا وجود عذاب القبر فهل يجوز لمسلم عاقل أن يتركه لقول إنسان مهما كان علمه أو عقله أو فكره .....؟

الإجابة واضحة فالعاقل يقدم النص الشرعي لأن فيه العصمة من الضلال أما العقول فقد يعتريها الزيغ والضلال خاصة إن عارضت نصوص الشرع أو خالفتها .
ولن أسرد أدلة ثبوت عذاب القبر وإنما أكتفي ببعضها ومنها قوله  جل وعلا : " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا .." (سورة الحشر من الآية 7 )  " وقوله تعالى : وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول .." ( سورة المائدة من الآية 92 ) وامتثالا لأمر ربنا جل وعلا في كتابه الكريم فقد أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم بالتعوذ من عذاب القبر ولا يعقل أن يأمرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بالتعوذ من شيء غير موجود فالواجب على كل مسلم أن يتعوذ من عذاب القبر
ففي حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تعوذوا بالله من عذاب القبر قالوا نعوذ بالله من عذاب القبر " (أخرجه مسلم وغيره )
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه  قال : " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأنما على رءوسنا الطير وفي يده عود ينكت به في الأرض فرفع رأسه فقال :  استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا...." (أخرجه أبو داود وأحمد وغيرهما )
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر " ( أخرجه مسلم وأحمد وغيرهما )
وكيف لا وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم التعوذ منه ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو قائلا : "اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر " .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يُسلّط على الكافر في قبره تسعة وتسعون تنينًا تنهشه وتلدغه حتى تقوم الساعة، ولو أن تنينا منها نفخ في الأرض ما نبتت خضراء " (أخرجه ابن حبان والدارمي وابن أبي شيبة وغيرهم )
ومما تقدم يتضح  أن إنكار عذاب القبر هو في ذاته إنكار لنصوص الشرع الواردة في الكتاب والسنة  التي تلزم المسلمين  بالإيمان بتلك المرحلة الغيبية بعد الموت وأن لا نأخذ تصورها إلا من النصوص الشرعية لا من العقول الآدمية التي سمحت لنفسها بعصيان أمر ربها وترك سنة نبيها صلى الله عليه وسلم وهذا هو الهوي المتبع الذي حذر من النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : " ثلاث مهلكات : شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه .." ( أخرجه الطبراني والبيهقي وغيرهما ) .
وختاما أوجه نصيحتي للأستاذ إبراهيم عيسى هدانا الله تعالى وإياه بأن يراجع نفسه ويسلك مسلك الحق ويتب إلى الله جل وعلا من معتقدات المعتزلة والخوارج وأن يتمسك بعقيدة أهل السنة والجماعة قال تعالى : " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد " ( سورة ق الآية 37 )* الأستاذ بجامعة الأزهر رئيس فرع الرابطة العالمية لخريجي الأزهر بدمياط

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا برأيك ولا تمر مرور الكرام