إسلام بحيري وهدم الثوابت

السبت، 4 أبريل 2015



إسلام بحيري مصري تنويري حاصل على درجة الدكتوراه من بريطانيا في تجديد مناهج الفكر الإسلامي  ينتمي إلى المدرسة التنويرية تلك المدرسة التي تقدس العقل وتهاجم النص وتشكك في المعتقدات الدينية يدعو للتعامل الحر المباشر مع النصوص دون قيود أو حدود يحقر سلف الأمة وعلمائها بل ويسبهم ويلعنهم صاحب فكر متحرر يسعى إلى تغيير الفكر الديني يؤكد ذلك أقواله ومنها : الدين تجربة بشرية خاصة جدا ونريد حركة فكرية تنويرية حقيقة أ0هـ  وقوله: اعمل عقلي بحريتي الشخصية دون الرجوع لأي شخص أ.هـ

يطل علينا ببرنامجه على قناة القاهرة والناس ليبث سمومه وينشر منهجه التنويري الذي يستهدف تشكيك المشاهد في أصول دينه وفكرعلماء الأمة ومشايخها .

ولقد تعجبت من قول أحد أساتذة الأزهر متحدثا عن دور الأزهر مع أمثال إسلام بحيري : إن الأزهر لن يكون محاكم تفتيش كما كان الحال في أوروبا في القرون الوسطى ... وقول الأزهري الآخر : إن مهمة الأزهر البيان فقط  وقد جانب كلا الرأيين الصواب لما يلي:

أولا- إن إسلام بحيري حدد فكره والمدرسة التي ينتمي إليها  وهى : المدرسة التنويرية .

  فقيام أهل العلم بتأصيل هذا الفكر وغايته وخطره على الفرد والمجتمع  ونشر ذلك في جميع وسائل الإعلام والمقررات الثقافية  واجب ديني ففي الحديث : " إذا لعن آخر هذه الأمة أولها فمن كتم حديثا فقد كتم ما أنزل الله "( أخرجه ابن ماجه والطبراني في الأوسط)

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تقوم الساعة حتى يلعن آخر هذه الأمة أولها ألا عليهم حلت اللعنة » (أخرجه الطبراني في الكبير وابن بطة)

وحينئذ يكون هذا الرد بمثابة بيان علمي لحقيقة فكر دخيل علينا يسعى إلى التشكيك في أصول الدين وعلماء الأمة  والدعوة إلى التحرر من قيود الشريعة .

ثانيا- إن تخصيص مجموعة من أهل العلم المتخصصين في الدعوة وعلوم الشريعة للرد الفوري على كل  من يشكك في ثوابت الدين أو يدعو إلى  فكر يخالف شريعتنا  بل ويسعى لهدمها  هذا الرد السريع  فيه فوائد لصاحب هذا الفكر  في دعوته  إلى المنهج الوسطي  المعتدل ورده إلى طريق الصواب كما أن فيه عصمة وتحصين للمشاهد المسلم الذي قد تدفعه أمثال هذه البرامج  في التشكك في ثوابت دينه وشريعته ولا يعد هذا الواجب تكميما للحريات أو إحياء لمحاكم التفتيش كما يظن بعض أساتذة الأزهر وإنما هو الحد الأدنى من البيان الواجب على أهل العلم .

وأرى أن هذا الفكر وأمثاله  يجب مواجهته  بعدة طرق :

أولها- دعوة إسلام بحيري وأمثاله للحوار الرامي إلى الوصول إلى الحق وفق القواعد الشرعية في ذلك: ( بالحكمة والموعظة الحسنة)

ثانيها- وجوب تذكير المسلمين بحقيقة الفكر التنويري الذي  يتبناه إسلام بحيري وجابرعصفور وغيرهم  وكيف انه أدى إلى نشر الإلحاد في أوربا واحتقار رجال الدين الذين تحكموا في عقول أتباع الكنيسة

ثالثها- ضرورة بيان مكانة العقل في الإسلام وحدوده والفرق بين رجال الدين عند غير المسلمين والعلماء في الإسلام وما هو دورهم ورسالتهم وحقهم علينا

رابعها- التفعيل الفوري لقناة الأزهر التي طال بثها التجريبي كي تساهم بواجب الأزهر الشرعي نحو تصحيح المفاهيم الخاطئة والتحذير من دعاة التحرر والتحلل من قيود الشرعة وهذا نوع من التطرف والإرهاب الفكري لايقل شأنا عن الغلو والإرهاب المادي ولا مخلص لنا من هذين المهلكين إلا بإحياء وسيطة الإسلام وتفعيلها عمليا في سلوكنا وأفعالنا وهو المنهج الذي يقوم عليه الأزهر الشريف

ألا هل بلغت اللهم فاشهد

د/إسماعيل عبد الرحمن

أستاذ أصول الفقه المساعد بجامعة الأزهر

ورئيس فرع الرابطة العالمية لخريجي الأزهر بدمياط

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا برأيك ولا تمر مرور الكرام